توجه اثنان وعشرون متطوعاً فرنسياً أمس إلى دمشق بهدف الانتقال إلى العراق في اطار عملية "دروع بشرية" نظمها حزب المسلمين في فرنسا. وبدأ سبعون متطوعاً أوروبياً مساء الجمعة الانتشار في مواقع في بغداد. أعلن محمد الناصر العتريش، رئيس حزب المسلمين في فرنسا، في تصريح صحافي قبل اقلاع الرحلة من باريس أمس ان وفداً من المتطوعين الفرنسيين "يتجه إلى العراق في إطار عملية دروع بشرية من أجل العراق". وقال: "لا نذهب لنموت وإنما لنمنع غيرنا من الموت". وأضاف ان "بين المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و74 عاماً، آباء وامهات ومتقاعدين". ولا يحمل المتطوعون أي تأشيرة دخول عراقية، وسيتوجهون من سورية بالسيارة الى الحدود العراقية. وفور دخولهم الى البلاد "يعتزمون الإقامة لدى سكان"، كما قال رئيس حزب المسلمين في فرنسا. ويتوقع ان يعود هؤلاء الاشخاص الذين لا ينتمون جميعاً إلى حزب المسلمين في فرنسا، في الرابع من آذار مارس لأسباب "مهنية أو عائلية قاهرة". وحزب المسلمين في فرنسا، الذي يتخذ من ستراسبورغ مقراً له شرق فرنسا، يضم ألفي منتسب في كل فرنسا وهو موجود منذ العام 1997. وقال العتريش إن الحزب "ليس حزباً دينياً وإنما حزب للتعبير عن رأي المسلمين الفرنسيين"، موضحاً أن ليس في صفوف الحزب أي ممثل منتخب في المؤسسات الفرنسية. وتوزع سبعون متطوعاً أوروبياً مساء الجمعة حول مصنع لتكرير المياه شمال بغداد، في أول عملية ل"الدروع البشرية"، كما أفاد مراسلون صحافيون. وتمركز المتطوعون الآتون من ايطاليا والسويد واسبانيا وفنلندا في قاعة كبيرة وضعت فيها مجموعة من الاسرة، في مصنع "7 نيسان" لتكرير المياه. ويخشى المتطوعون ان تستهدف مثل هذه المواقع للبنى التحتية بضربات عسكرية، في حال حصول عملية عسكرية أميركية على العراق. ويهدف المتطوعون الذين يصلون الى بغداد في اطار عملية الدروع البشرية، الى منع الولاياتالمتحدة من إلقاء وابل من القنابل على العراق في بداية حملتها لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. وقصف التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة خلال حرب الخليج في 1991، مواقع عدة للبنى التحتية في عدد من مناطق العراق. ونقل عن مسؤول عراقي رفيع المستوى قوله لوفد تضامني زار بغداد أخيراً ان حكومته مقتنعة بأن الولاياتالمتحدة "ستشن حربها ضد العراق مهما قدمت بغداد من تنازلات، وان أموراً كثيرة ستحدث بعد ذلك، وسيقوم نظام اقليمي شرق أوسطي جديد وتشكل دولتان هما إسرائيل في طرف، ودولة فيديرالية كردية - سنية - شيعية عراقية هزيلة في الطرف الآخر، ومن شأن هذا التطور المثير أن يضع المنطقة كلها في مأزق استراتيجي غير مسبوق". ونقل عن المسؤول المذكور قوله لوفد التضامن: "إن الشعب العراقي كله سيقاتل الغزاة، الجيش النظامي وجيش القدس والفدائيون والشباب والنساء والطلبة… حتى الذين يختلفون مع نظامنا في هذا الأمر أو ذاك، ويعارضوننا فإنهم سيقاتلون معنا لأن المطلوب الآن هو العراق شعباً وأرضاً وقيادة. ونحن لا نتوقع أن يتدخل الفرنسيون أو الروس أو غيرهم لنصرتنا، ربما سيساعدوننا ديبلوماسياً، لكنهم من المؤكد أنهم لن يقاتلوا معنا فهذه هي معركتنا". ونقل عن المسؤول الرفيع احساسه بالمرارة من الموقف العربي الرسمي وتأكيده أن "الشارع العربي سيقف معنا وسينقض على المصالح الأميركية وسيواجه رموز العدوان ومؤسساته في كل مكان"، مشدداً على أن "عملية ضرب العراق ستشكل الخطوة الأولى لانحدار أميركا نحو السفح". وفي تطور منفصل، أكدت مصادر الأممالمتحدة في العاصمة العراقية أن نصف موظفيها العاملين في المنظمات الإنسانية في العراق وأسرهم غادروا بغداد في الأسبوعين الأخيرين بسبب ظروف التوتر في المنطقة. إلا أن تلك المصادر نفت أن يكون بين هؤلاء المغادرين أحد من المفتشين الدوليين.