أعلن الكرملين ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني جيانغ زيمين أكدا خلال مكالمة هاتفية بينهما أمس تأييدهما استمرار عمليات التفتيش في العراق، وشددا على ضرورة تنسيق جهودهما في المسألة العراقية. واعربت موسكو عن قلقها من "تزايد كثافة" الغارات الجوية على منطقتي الحظر واعتبرتها مخالفة لقرارات مجلس الأمن، واعترف وزير الخارجية ايغور ايفانوف بوجود "خلافات" بين بلاده والولايات المتحدة في شأن العراق، فيما اكد قائد عسكري روسي ان الحشود الاميركية والبريطانية في الخليج "تعدت الحدود". الى ذلك، طلبت واشنطن مشاركة كتيبة اوكرانية في مكافحة آثار استخدام أسلحة فتاكة في العراق. وشهدت موسكو نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً مساء الثلثاء حيث اجرى وزير الخارجية ايغور ايفانوف محادثات مع نظيرته الاسبانية انا بالاثيو اكد على اثرها ان بلاده ستواصل الجهود ل"الحفاظ على وحدة مجلس الأمن وانجاز عملية نزع أسلحة الدمار الشامل" العراقية. ولفت الانتباه ان بالاثيو التي كانت تعد بين مؤيدي الحرب الاميركية، اكدت ان الحكومة الاسبانية "تسعى الى تسوية سلمية ... وهي تؤيد السلام والتخلي عن الحرب". لكنها اكدت ايضاً ان القرار 1441 هو "الفرصة الأخيرة لنزع السلاح العراقي طوعاً وسلماً". وفي وقت متأخر من الليل نقلت طائرة الرئاسة الروسية رومانو برودي رئيس اللجنة الأوروبية من بروكسيل الى موسكو لعقد لقاء عاجل مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته. واكتفى الجانبان ببيان مقتضب اشار الى "تقويم ايجابي من الرئيس الروسي" للبيان الصادر عن قمة الاتحاد الأوروبي. وشدد البيان على ان العراق "يتحمل مسؤولية خاصة عن نتائج التفتيش"، لكنه اشار في الوقت ذاته الى ان للمفتشين وحدهم الحق في الحديث عن وجود أو عدم وجود أسلحة دمار شامل. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً اعربت فيه عن القلق العميق من الغارات الاميركية - البريطانية على العراق، مؤكدة انها مخالفة لقرارات مجلس الأمن التي تنص على احترام سيادة ووحدة الأراضي العراقية، اضافة الى انها تؤدي الى اصابات بين السكان وتدمير منشآت مدنية. ولفتت الخارجية الروسية الى "تزايد كثافة الغارات في صورة ملحوظة" في الآونة الأخيرة، وقالت انها تعقد عمل المفتشين والجهود الدولية الرامية الى ايجاد حل سياسي للأزمة. واكد ايفانوف وجود "خلاف في الرأي" بين موسكووواشنطن حول عدد من القضايا وفي مقدمها العراق. واعرب خلال مقابلته عضو الكونغرس الاميركي توم لانتوس عن الأمل في ان "تسفر الجهود المشتركة عن اتفاق يسمح بتعزيز السلام والاستقرار في العالم". وتوقع ايفانوف ان تقدم "اقتراحات محددة" الى مجلس الأمن في شأن العراق بعد تقرير لجان التفتيش. وشدد على ان هذه اللجان هي التي ينبغي ان تقترح المدة اللازمة لتنفيذ مهامها شرط ان تحصل على "أقصى قدر من الدعم". ويرى محللون روس ان الأول من آذار مارس قد يكون حداً مهماً في توضيح النوايا الفعلية لواشنطن. واكد الفريق يوري بالويفسكي النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة ان الحشود الاميركية - البريطانية تزايدت و"تعدت الحدود" في الخليج. واضاف ان القوات المسلحة الروسية لن تشارك في أي صورة من الصور في العمليات الحربية ولن تعلن حال التأهب، لكنه اكد ان "الهياكل المختصة" ترصد الوضع منذ الآن. وفي كييف سلم السفير الاميركي كارلوس باسكوال الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما مذكرة تقترح ارسال كتيبة اوكرانية متخصصة بمكافحة آثار استخدام الأسلحة الجرثومية والكيماوية وإزالة آثار الاشعاعات. وشدد على ان هذه الكتيبة يمكن أن لا تشارك مباشرة في العمليات، على ان تباشر نشاطها في حال استخدام اسلحة دمار شامل.