اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان العراق "ليس في قائمة" الدول التي دعمت حركة "طالبان"، لكنه اعترف بوجود "مشاكل" بين بغداد والمجتمع الدولي ودعا الى تسويتها سلمياً، فيما شدد وزير الخارجية ايغور ايفانوف على ان استخدام القوة يجب ان يستند الى "وقائع وأسس قانونية" ويكون "اجراء استثنائياً". وسئل بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان عن موقفه من "محور الشر" فقال ان لدى موسكو معلومات عن الدول التي كانت تشارك عبر ممثليها أو رعاياها في تمويل حركة "طالبان"، أو حتى القتال الى جانبها، وتابع ان "العراق ليس ضمن هذه القائمة". الا انه قال ان ذلك لا يعني ان "المجتمع الدولي ليست لديه مشاكل مع العراق". وذكّر بأن روسيا تناقش في اطار الاممالمتحدة ومجلس الأمن هذه المشاكل وتبحث عن سبل لحلها. وشدد بوتين على ان موقفه من فكرة "محور الشر" التي طرحها نظيره الاميركي جورج بوش معروف وهو يتمثل في ان العلاقات الدولية يمكن ان تقام اما على "التركيز دائماً على التناقضات والسير الى طريق مسدود"، أو تتمخض في "التطلع الى القواسم المشتركة والبحث عن حلول للمشاكل". وعلى رغم انه لم يكشف الدول التي تتبع الطريق الأول فإن تلميحه الى الولاياتالمتحدة كان واضحاً في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس بوش ووزير خارجيته كولن باول والتي اعتبرت تأكيداً لنية واشنطن مهاجمة العراق. واعرب رئيس الوزراء الكندي عن موقف مشابه فقال ان كنداوروسيا "تعملان مع الولاياتالمتحدة ضد الارهاب في افغانستان". وتابع اما "في ما يتعلق بالامم الأخرى فإن هذه قضية اخرى". وشدد على ان خطر انتاج اسلحة دمار شامل في العراق موضوع يقع ضمن اختصاص الاممالمتحدة "وكل قضية من هذا النوع ينظر فيها على حدة"، رافضاً بذلك الحديث الاميركي عن دول "محور الشر" وملمحاً الى ان موضوع التسلح العراقي من اختصاص الهيئة الدولية وليس واشنطن وحدها. ومن جانبه انتقد وزير الخارجية الروسي التصريحات الاميركية التي "تعلق لافتات على دول مختلفة" واعتبر انها "لا تصب في مجرى الجهود الدولية لمكافحة الارهاب". وأضاف في حديث الى وكالة "انترفاكس" ان العمليات الاحادية الجانب أياً كان الطرف الذي يقوم بها ... لن تخدم تعزيز الائتلاف المناوئ للارهاب. وشدد على ان مكافحة ظاهرة الارهاب ينبغي ان تستند الى "أسس قانونية متينة"، وقال ان أي اتهام يوجه في هذا السياق "يجب ان يقوم على وقائع ملموسة". واعتبر ايفانوف استخدام القوة هو "اجراء استثنائي"، وقال ان اللجوء الى مثل هذه الخطوة ينبغي ان يتم من خلال اجراءات دولية "في مجلس الأمن وبعد مداولة وتحليل دقيقين". وزاد ان اساليب القوة وحدها، "حتى اذا اقتضى الأمر استعمالها" لا تحل مشكلة الارهاب الدولي. وتزداد مخاوف موسكو من ان التهديدات الاميركية المبطنة والسافرة قد تنفذ عملياً، وفي هذا السياق ذكر دميتري روغوزين رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي ان "كل السحب تتجمع فوق العراق" وان العمل العسكري الاميركي ضد بغداد "محتمل جداً".