مئة متفرج فقط من جماهير نادي إنبي كانوا كافيين ليخرج حكم مباراة فريقهم مع غولدي في بطولة مصر سمير عبدالرؤوف في حراسة الشرطة لحمايته من غضبهم بعد أن اتهموه بمجاملة الفريق المنافس صفر- صفر. وفي التوقيت ذاته تقريباً في الاسكندرية خرج الحكم محمد فهيم في حراسة الشرطة ايضاً بعد ادراته مباراة حرس الحدود مع المقاولون العرب 1-1، اذ حاول لاعبو ومدربو المقاولون الاعتداء عليه بعد ان "ذبحهم" جهاراً نهاراً لمجرد انهم تقدموا بهدف للنيجيري روبرت اكاوري، فمالت كل قراراته ضدهم وطرد زميلهم علاء عبدالغني لاعب المقاولون من دون سبب. وعندما عجز الحدود عن التعادل كانت ركلة الجزاء "الوهمية" في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع وهي التي منحت التعادل لاصحاب الارض بقدم احمد ايوب... وهي المرة الرابعة في الموسم الحالي التي يسجل فيها الحدود هدفاً بعد اربع دقائق على انتهاء الوقت الاصلي. ولم تتغير الحال في جنوب الوادي حيث خرج حكم الدرجة الاولى محمد فاروق من ملعب اسوان محاطاً برجال الشرطة لحمايته من لاعبي الاسماعيلي الغاضبين بعد التعادل مع اسوان 2-2، وكان الاسماعيلي متقدماً 2-صفر عندما طرد الحكم مدافعه سيد معوض وتحولت النتيجة. اما مدينة المنصورة فشهدت الموقعة الأكبر، اذ الحكم جمال بشير محاطاً في دائرة المنتصف برجال الشرطة لمدة 20 دقيقة بعد نهاية مباراة المنصورة مع الاهلي بفوز الاخير 1-صفر لتفادي تعرضه لهجمات جماهيرية من مشجعي المنصورة اعتراضاً على ادائه السيئ. ولم يكن امام رجال الامن سوى انتظار الجماهير الغاضبة لتخرج من المدرجات قبل أن تسمح للحكم بالتحرك نحو غرفة تبديل الملابس، ثم رافقته لمسافة 10 كيلومترات الى خارج المدينة. والواقع أن اخطاء حكام كرة القدم في مصر فاقت الحدود، وباتت مصدر ازعاج حقيقي بعد أن تغير دورهم الاساسي كقضاة للملاعب. ويتحمل محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام العليا منذ اربع سنوات مسؤولية انهيار التحكيم بسبب مواقفه المتخاذلة باستمرار والدفاع عن حكامه حينما يصيبون وحينما يخطئون، وهو على استعداد لذبح اي حكم لتهدئة الرأي العام، ويمكنه الاطاحة بأي منهم في سبيل إرضاء المسؤولين في اتحاد الكرة أو الاندية الكبيرة. والحرب التي اعلنها محمد حسام على الحكم العالمي جمال الغندور طوال السنوات الاخيرة كانت سبباً في هجرته في العامين الاخيرين الى اليابان ثم الى قطر، ومن ثم الى الاعتزال بعدما رفض رئيس اللجنة بقاءه في ضمن اللائحة المحلية بعدما تجاوز عامه الخامس والاربعين. واللافت ان محمد حسام تجاهل اخيراً كل الحكام الدوليين رضا البلتاجي وناصر عباس وعصام عبدالفتاح ومحمد كمال ريشة واحمد عودة ومحمد مصطفى ومحمد السيد وابعدهم من ادارة المباريات القوية، واعتمد فقط على جمال بشير الذي يكمل 45 عاماً بعد شهور قليلة، فأسند اليه في الاسابيع الثلاثة الاخيرة 4 مباريات لناديي القمة الزمالك والاهلي، فهو ادار مباراتي الزمالك امام غزل المحلة في القاهرة في الكأس وامام المصري في بورسعيد في الدوري، وادار مباراتي الاهلي امام طنطا في القاهرة في الكأس وامام المنصورة في الدوري، وبالطبع فاز الزمالك والاهلي في المباريات الاربع وحقق الحكم ومعه رئيس لجنته الهدف المطلوب الاساسي من وجودهما: ارضاء الناديين الكبيرين... ولو على حساب القانون!