فرضت السلطات الاميركية قيوداً جديدة على التحليق في أجواء العاصمة واشنطن غداة رفع درجة التأهب تحسباً لهجوم إرهابي بأسلحة بيولوجية أو كيماوية. وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير أن وزارة الدفاع بنتاغون بدأت إجراءات لتعزيز الامن في القواعد العسكرية داخل الولاياتالمتحدة. كذلك عُزّز الامن في قطاع النقل والمواصلات، فيما طلب من مسؤولي الصحة البقاء متأهبين تحسباً لاصابات محتملة بين السكان. فرضت قيود جديدة على التحليق في أجواء العاصمة واشنطن غداة رفع مستوى التأهب تحسباً لهجوم إرهابي. وأصبح التحليق محظوراً في قطر طوله 49 كلم، بعدما كان طول هذا القطر 25 كلم، قبل رفع درجة التأهب. وقال جيمس لوي المسؤول عن إدارة أمن المواصلات لدى إعلانه تشديد القيود على التحليق فوق واشنطن ليل أول من أمس، أن "الارهابيين يفضلون أهدافاً في قطاع النقل، ويعتبرون طيراننا المدني هدفاً سهلاً". واعتباراً من اليوم الاثنين يتعين على الطائرات الخاصة التي تحلق على ارتفاع يقل عن 18 ألف قدم، إجراء اتصالين بالمراقبين الجويين وتحديد سير رحلتها قبل الاقتراب من العاصمة. واتجهت السلطات في مطار بورتلاند ولاية أوريغون إلى تقليص مواقف السيارات بالقرب من المدرجات، فيما قال الناطق باسم مطار سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، إن تغييرات قليلة ستحصل نتيجة درجة التأهب القصوى. وتصاعد القلق من احتمال وقوع هجوم مع أنباء عن اعتقال إرهابيين يخططون لهجمات كيماوية، وتقارير إلى احتمال قيام "القاعدة" بهجمات ضد المصالح الأميركية في الداخل والخارج بحلول نهاية موسم الحج منتصف الشهر الجاري. وقالت كوندوليزا رايس مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي في سيدني مساء أول من أمس، إن هجمات 11 أيلول سبتمبر، وتفجيرات بالي العام الماضي، أظهرا أن الهجمات الارهابية يمكن أن تحدث من دون أي سبب واضح. وأضافت: "يشن الارهابيون هجمات لانهم يريدون تدمير الحضارة التي نعرفها. سنضلل أنفسنا إن اعتقدنا بأن الارهابيين سيتروكننا وشأننا إذا تركناهم وشأنهم". وكان مقرراً أن ترفع وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون مساء، درجة التأهب في القواعد العسكرية داخل الولاياتالمتحدة من مستوى "ألفا" إلى "برافو" الذي يشير إلى تزايد احتمالات وقوع هجوم إرهابي. وتتضمن كل درجة تأهب لائحة بالتدابير التي يتوجب على القيادة اتخاذها. وتقتضي درجة التأهب "برافو" التدابير التالية: تعزيز الدفاعات الجوية في القواعد البرية عبر دوريات بمركبات مزودة صواريخ مضادة للطائرات، ووضع عدد أكبر من المقاتلين والقواعد الجوية في حال التأهب، للقيام بدوريات قتالية في الجو، وزيادة الدقة في معطيات الرادار. ويتولى قادة القواعد العسكرية اتخاذ تدابير أمنية كل على طريقته. وكان الجيش الأميركي قبل هجمات 11 أيلول 2001 استعمل كلمة "ثريتكون"، للتعبير عن حال الخطر ودرجة التأهب، ثم أبدلت بنظام "شرط حماية القوة" وهو أكثر فاعلية في التعبير عن جهوزية القوات الإميركية، بدلاً من الاشارة إلى طبيعة الخطر، والتي غالباً ما تكون مبهمة لدى الاستخبارات. وتباينت ردود الفعل في أنحاء الولاياتالمتحدة، إلى رفع درجة التأهب، للمرة الثانية منذ هجمات 11 أيلول 2001. وأرسلت فيرجينيا وواشنطن وولاياتٍ أخرى رسائل إلى الاطباء وسائر أفراد العمل الطبي تحذر فيها من المخاطر المحتملة. وجاء في إحدى الرسائل: "إن الهجوم بالمواد الكيماوية كالرايسين والسيانيد والفوسفات العضوي والوسائل المشعة والقنبلة القذرة بات من الأمور المحتملة". ونبه مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي في شرق فيرجينيا الثلثاء الماضي قوى الأمن الداخلي في الولاية من أن أهدافاً سهلة سياحية يملكها أو يتردد عليها يهود هي أهداف محتملة. ووصفت بعض المصادر هذه المعلومات بأنها مشكوك فيها، واستبعدت أن تكون مراكز في ولايات أخرى اتخذت الاجراءات نفسها. إلى ذلك، قالت شارلين سلاون الناطقة باسم "أف بي آي" أن الجهاز "ما زال يحتاج إلى مساعدة السكان"، مشيرة إلى أن الشرطة لم تحصل بعد على معلومات جديدة تتعلق بمحمد شير محمد خان الذي دخل الولاياتالمتحدة سراً. وصدرت مذكرة بحث عن هذا الرجل البالغ من العمر 36 عاماً. وذكرت الشرطة في بيان أن "على رغم عدم توافر معلومات محددة لدى الشرطة الفيديرالية عن علاقة هذا الرجل بأنشطة إرهابية محتملة، فإنها تريد معرفة مكانه واستجوابه". وفي لندن، بدا ان محامي 13 موقوفاً تشتبه السلطات في علاقتهم بالإرهاب، حققوا انتصاراً على وزارة الداخلية من خلال ارغامها على نقلهم الى سجون "أكثر راحة". وستشمل إجراءات نقل السجناء 13 ناشطاً إسلامياً تزعم السلطات ان لهم علاقة بالإرهاب لكن لا يمكن ترحيلهم الى بلدانهم خشية تعرّضهم للتعذيب. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" ان الناشط المعروف "أبو قتادة" الذي يُوصف بانه "سفير أسامة بن لادن في أوروبا"، و12 شخصاً آخرين مسجونين من دون محاكمة، سيُنقلون الى سجون أكثر راحة بعدما شكوا من ان معاملتهم في السجن حالياً درجة "أ" التي تشمل عتاة المجرمين والقتلة تنتهك حقوقهم. وأوردت الصحيفة ان اللورد كارلايل الذي كلّفته الحكومة بمراجعة قوانين الإرهاب، سيُبلغ وزير الداخلية ديفيد بلانكيت ان طريقة معاملة المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب من الصعب تبريرها.