اقدمت إسلام آباد على تقييد حركة العالم النووي عبدالقدير خان الذي يعتبر "أبو القنبلة" النووية الباكستانية، في اطار تحقيقات في شأن تزويده دولاً مثل إيران وليبيا مكونات وتقنية نووية في شكل غير مشروع. ولم تتوافر تفاصيل عن الاجراءات المتخذة بحق خان الذي يعتقد انه منع من السفر، في حين تركزت التحقيقات على مختبرات الابحاث التي يديرها في منطقة كاهوتا. وجاء ذلك في اعقاب احتجاز مدير تلك المختبرات فاروق محمد وأحد معاونيه للتحقيق معهما. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف امر باجراء تلك التحقيقات، في ضوء تقارير مفادها ان ايران اعطت خبراء دوليين اسم مختبرات خان كمصدر لمعدات تخصيب يوارنيوم استوردتها. ونقلت تقارير عن مصادر رسمية في إسلام آباد قولها ان اياً من الخبراء المحليين لن يعفى من المحاسبة لو ثبتت التهمة عليه، حتى ولو كان خان نفسه الذي يعود اليه الفضل في اجراء اول تجربة نووية باكستانية في أيار مايو 1998. ولوحظ ان خان قال في حفلة لإحدى المدارس في إسلام آباد أول من أمس انه "عاش في باكستان وسيموت فيها ولن يتوانى عن خدمتها في بناء شبكة دفاعية قوية لا يمكن اختراقها"، ما يؤكد امتعاضه من الإجراءات ضده، خصوصاً وأنه كان يتحدث بنبرة محبطة وغاضبة، بحسب المشاركين في المناسبة. وفي وقت اكدت الخارجية الباكستانية استجواب الأجهزة الأمنية للعلماء النوويين، تحدث مصدر باكستاني مسؤول عن تورط بعضهم في تهريب تلك المكونات السرية إلى دول أخرى، من دون علم الحكومة من أجل الثراء الفاحش والسريع. وكانت التقارير افادت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلت على معلومات عن تورط علماء نوويين باكستانيين في المشروعين النوويين الليبي والإيراني، ما دفع الوكالة والولاياتالمتحدة إلى الضغط على باكستان من أجل التحقيق مع العلماء هؤلاء الذين اتهم بعضهم في السابق بالتعاون مع تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". ولا يستبعد مراقبون في إسلام آباد أن يكون التحريض الأميركي على العلماء الباكستانيين جزءاً من خطة أميركية جديدة لاستهداف المشروع النووي الباكستاني. وقال مصدر رفيع المستوى في إسلام آباد إن "باكستان شريك مسؤول في المجتمع الدولي وهي على وعي تام بالتزاماتها الدولية وتأخذها على محمل الجد، ولن تتهاون في اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بحماية سمعتها أمام المجتمع الدولي". وفي المقابل، طالبت المعارضة الإسلامية والديموقراطية في البرلمان الباكستاني الحكومة بتشكيل لجنة برلمانية خاصة يمثُل أمامها العلماء النوويون الذين يستجوبون من جانب الأجهزة الأمنية. وقال أقطاب المعارضة الإسلامية في جلسة للبرلمان أمس، ان الرئيس برويز مشرف "لا يدري ما تريده الولاياتالمتحدة بعد كل الذي فعله لمصلحتها في مكافحة ما يوصف بالإرهاب".