صدرت عن دار أزمنة في عمان الطبعة الثانية من الترجمة العربية لرواية جوزيف كونراد "قلب الظلام". أنجز الترجمة وقدم لها صلاح حزين، والرواية التي صدرت للمرة الأولى عام 1899 لا تزال تحظى بحضور لافت لدى القراء. وكانت أعمال كونراد البريطاني من أصل بولندي تدور في مجال المستعمرات، و"قلب الظلام" أحد أبرز أعماله في هذا المجال، فهو الوحيد بين أقرانه الذي "نظر الى الامبريالية بأمانة كافية جعلته فناناً عظيماً"، كما قال الناقد الانكليزي أرنولد كيتل. وجعل ذلك جوزيف كونراد موضع اهتمام منظّري ما بعد الكولونيالية أمثال ادوارد سعيد وهومي بابا، فأعيدت قراءة أعماله مجدداً، خصوصاً روايتي "قلب الظلام"، و"نوسترومو"، حيث يرى سعيد أن كونراد هو صاحب الرؤية النافذة التي تحمل نبوءة مبكرة للهيمنة الأميركية على العالم، ورؤى أخرى يصوغها على لسان إحدى شخصياته ومقاطع أخرى من الرواية نفسها إنما تحوي قدراً كبيراً من بلاغيات "النظام العالمي الجديد".