قال الرئيس الكيني مواي كيباكي أمس ان جهود بلاده لحل المشاكل في جاريها السودان والصومال سيساعد في استتباب الأمن في كينيا نفسها، التي شهدت عام 1998 تفجير السفارة الأميركية في نيروبي وهجوماً انتحارياً ضد فندق يملكه اسرائيليون العام الماضي في مومباسا. وقال الرئيس الكيني في احتفال كبير في الذكرى ال40 لاستقلال بلاده عن بريطانيا، انه "متشجع جداً بالتقدم الذي تحقق حتى الآن بين القادة السودانيين الساعين الى صيغة سلام دائمة في بلادهم". وكان كيباكي يتحدث في حضور نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق اللذين عقدا سلسلة من المحادثات في نيافاشا الكينية تردد انها يمكن ان تؤدي الى اتفاق سلام شامل بحلول نهاية السنة وربما قبل عيد الميلاد. إلى ذلك، قال ميني اركو ميناوي، زعيم "جيش تحرير السودان"، أمس الجمعة ان حكومة الخرطوم غير جادة في شأن عقد محادثات سلام لانهاء صراع جديد نشب في غرب البلاد. وبدأ الثوار تمردهم في منطقة غرب درافور في شباط فبراير الماضي، فيما تحرك متمردو الجنوب وحكومة الخرطوم لوضع نهاية لحرب اهلية دائرة منذ عقدين راح ضحيتها نحو مليوني شخص نتيجة الجوع والمرض اساساً. وأبدى ميناوي زعيم احدى حركتي تمرد رئيسيتين في غرب دارفور تشاؤمه في شأن محادثات السلام مع الحكومة التي تأخرت اربعة ايام ومن المقرر الآن ان تبدأ في تشاد في 14 كانون الاول ديسمبر الجاري. وقال ل"رويترز" في مقابلة: "ما زالت الحكومة لا تحترم وقف النار ولا يمكننا توقع نتيجة طيبة في المحادثات لأنها غير جادة في شأن التفاوض". ووقع "جيش تحرير السودان" اتفاقاً لوقف النار مع الخرطوم في ايلول سبتمبر، لكن الجانبين تبادلا الاتهامات منذ ذلك الحين بانتهاك الاتفاق. وتقول الاممالمتحدة ان الصراع في دارفور تسبب في تشريد اكثر من 600 الف. ويقول محللون ان النزاع قد يتطور الى حرب اهلية اخرى ويقوض اي اتفاق مع ثوار الجنوب. وقال "الجيش الشعبي لتحرير السودان" يوم الثلثاء ان من المتوقع توقيع اتفاق سلام اطاري مع الحكومة هذا الشهر لوضع نهية لحرب اهلية دائرة في الجنوب منذ عام 1983. وقال ميناوي ان حركته لها نفس اهداف حركة التمرد الاخرى في غرب دارفور وهي "حركة العدالة والمساواة". لكنه شدد على انه لا يتفق معها في الرغبة في الحصول على حكم ذاتي في غرب دارفور. وأضاف ان "دارفور جزء من السودان ... نريد سوداناً موحداً وحكومة ينتخبها الشعب كله. لا نريد الانفصال ولا الحكم الذاتي لأي جزء من السودان". وزاد ان حكومة الخرطوم همشت دارفور، مشيراً إلى انه يريد ديموقراطية حقيقية ومزيداً من حقوق الانسان وفرصاً متساوية لكل السودانيين.