اعترف راشد صاحب محل الزهور وسط العاصمة الإماراتية ابو ظبي بأنه اجهش بالبكاء عقب نهاية مباراة المنتخب الوطني امام نظيره الاسترالي 1-صفر في الدور الثاني لمونديال الشباب المقام حالياً في الامارات، وقال: "ربما بدا الأمر غريباً أن يبكي الرجال في بيئتنا المحلية، لكنني احسست بشيء غريب في داخلي لعلها متعة الانتصار او فرحة التلهف بعد الحرمان من الانجازات او رؤية راية وطني ترتفع بين الكبار بعدما اعتدنا التواجد في الصفوف الخلفية، ولكن هدف اسماعيل مطر حررني وجعلني اتطلع الى الأعلى وصولاً الى طموح احراز اللقب". وهنا صحت عبارة: "ما ابعد اليوم عن البارحة"، اذ راهن اماراتيون قليلون على قدرة منتخبهم الشاب على تجاوز الدور الأول، بتأثير تراجع القاعدة الجماهيرية للمنتخب الاول ذاته، لكن انتصاراً واحداً كفى لتنسج خيوط التواصل من جديد، ما حقق هدف بلوغ الدور الثاني وتصاب البلاد بحال عشق جارف للأبيض الشاب والتي رسمت على رايته اجمل الأحلام الوردية. من جهته، اكد علي الموظف في مؤسسة الاتصالات معرفته المحدودة بشؤون كرة القدم وشجونها، لكنه اعلن ذهوله بمسيرات الافراح العارمة التي جابت شوارع المدن الإماراتية كافة بعد الفوز على استراليا بقيادة "مارادونا البلد" اسماعيل مطر، وقال: "تعبنا من تداول الحديث حول التتويج في سباقات القدرة والفروسية والرياضات البحرية، فالعالم يتنفس في شكل رئيسي من رئة كرة القدم وانجازاتها". وعموماً، توالت مظاهر الاحتفال الإماراتي، وتلا فرحة الشارع وإشادة الصحف المحلية، التي بلغت حد ربط انشودة الوطن التي تعلمها الإماراتيون الصغار في المدارس وأنشودة "مطر" الخاصة بالتأهل لدور الربع النهائي، اطلاق الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي مبادرة تكريم المنتخب الذي حظي باستقبال حافل خاص. كما حفلت مواقع الإنترنت ومنتديات الحوار الكروية المتعددة بالكتابات المشيدة بالمنتخب واسماعيل مطر والمدرب الفرنسي جودار، بعدما شكل موضع انتقاد شديد ووصف ب"الرجل البارد" و"برميل الثلج". وبلغت الاستعدادات للمباراة المقررة اليوم على ملعب الأهلي في دبي امام المنتخب الكولومبي اوجها، حيث وجهت المدارس الثانوية نداء لتشجيع شبابها على حضور المباراة، علماً ان عملية بيع التذاكر باتت خارج نطاق السيطرة بعدما ابدى كثيرون رغبتهم في دفع مبالغ خيالية للحصول عليها. لقد تاه وسط هذا الزخم الشعبي والفرحة العارمة صوت التعقل ومنطق عراقة التاريخ وسيطرة المنتخبات الأميركية الجنوبية على الانجازات الكروية العالمية... وتناسى الجميع نقاط ضعف المنتخب واختلال الموازين والخبرة والتجربة... فالكل هنا اصبح يحلم بالغيث وانشودة "مطر" ثانية.