انتقدت المحامية الايرانية شيرين عبادي، لدى تسلمها أمس في أوسلو لجائزة نوبل للسلام، الولاياتالمتحدة واسرائيل. وجاءت مناسبة الجائزة التي حازت عليها شيرين لتتلقى تحذيراً من ميليشيا الباسيج المتشددة في طهران، من "مغبة ظهورها من دون حجاب ومصافحتها الرجال وقيامها بزيارات لجامعات" خلال وجودها في اوسلو. وشنت وسائل اعلام ايرانية محافظة هجوماً على الناشطة الايرانية وصل الى حد تسميتها "شارون عبادي". ووصلت أصداء تلك الانتقادات القاسية الى اوسلو حيث ابدى عدد كبير من الاعلاميين المشاركين في تغطية الحفلة، قلقهم على عبادي بعد عودتها الى بلادها. لكنها ردت على ذلك بالقول: "مكاني في ايران، وعليّ ان اذهب الى هناك". وقالت المحامية الايرانية في كلمتها في اوسلو امس، ان "الاسلام لا يتعارض مع الديموقراطية وحقوق الانسان والمساواة بين الرجل والمرأة"، مشيرة الى ان منحها الجائزة "دليل على عدم وجود صراع بين الاسلام والحضارات الاخرى". وسلطت وسائل الاعلام في النروج الاضواء على مناسبة منح عبادي الجائزة باعتبارها "المسلمة الاولى في العالم التي تحصل على نوبل للسلام". وتساءلت عبادي في كلمتها: "لماذا توجد عشرات القرارات من الاممالمتحدة التي تدين الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولم تطبق اسرائيل اي قرار منها؟ لماذا يوجد المئات من المعتقلين في غوانتانامو ولا يتمتعون بحقوق السجناء ولا يحصلون على اي مساعدة قانونية؟ لماذا يوجد اكثر من بليون انسان في العالم يعانون من الجوع؟". وهاجمت الحرب الاميركية البريطانية على العراق لانها "لا تتمتع بشرعية دولية". ووجهت انتقاداً حاداً الى "الحرب على الارهاب التي تشن من دون الأخذ في الاعتبار لحقوق الانسان وقوانين الاممالمتحدة". ولوحظ ان عبادي تجنبت الحديث عن النظام الايراني، علماً انها استشهدت بآيات من القرآن وركزت على هويتها ك"ايرانية ومسلمة". لكنها تمنت ان تكون الجائزة "مفتاحاً للسجون التي تؤوي معتقلين سياسيين" في بلادها، مشيرة الى ان فوزها بالجائزة "يمكن ان يستخدم قاعدة للدعوة الى التغيير، لكنه ليس عصا سحرية تغير المسرح السياسي الايراني". وقالت، رداً على سؤال عن رغبتها في تغيير النظام الايراني: "انا مناصرة للديموقراطية واريد ان يحكم الشعب نفسه". وفي المقابل، خاطبها الامين العام للجنة نوبل النروجية اولا ميوس قائلاً: "انت شابة الفكر ودافئة القلب. العالم بحاجة اليك". وقارنها بمارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا. ولمّح ميوس الى النظام الايراني من دون تسميته، وقال ان "عجلة الديموقراطية والتغيير وصلت الى الاتحاد السوفياتي سابقاً، والى بعض الدول الافريقية وأتمنى ان تصل الى كل الدول التي تحتاج الى الديموقراطية".