اكد وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز ترحيبه بالدعوات الموجهة للاصلاح في المملكة العربية السعودية والتزام الدولة توسيع قاعدة المشاركة الشعبية، في حين واصلت قوات الامن السعودية امس عمليات البحث والتحري عن الفارين من عناصر الخلية الارهابية التي دهمتها اول من امس في مخطط الخضراء في حي الشرائع في مكةالمكرمة واحبطت مخططها لتنفيذ هجوم ارهابي وشيك كانت تنويه. وشدد الامير نايف في لقاء مع "الحياة" تفاصيل ص 4 على ضرورة الأخذ بإصلاح يلتزم الثوابت التي قامت عليها السعودية والمتطلبات التي لا تتعارض مع هذه الثوابت، ولفت الى ان المملكة طبقت انتخاب اعضاء المجالس البلدية في تجربة سابقة في عهد الملك عبد العزيز. ورفض وزير الداخلية الربط بين ظهور بعض الجماعات الارهابية و"غياب" الديموقراطية، لافتاً الى ان من يقومون بالأعمال الارهابية "لا يؤمنون بالديموقراطية اصلاً"، واشار الى بروز ظاهرة العنف بأوجهها المختلفة في بلدان غربية تتصف بالديموقراطية. كذلك رفض الامير نايف الربط المقصود بين الاسلام والارهاب، وقال ان "الهدف منه الاساءة الى هذا الدين الذي يحارب الارهاب منذ أربعة عشر قرناً". وبالنسبة الى العلاقات مع الولاياتالمتحدة اكد الامير نايف انها "تاريخية"، لكنه اشار الى أنها "موضع استهداف ممن يريدون الاساءة الى البلدين وشعبيهما" ونوّه بالتنسيق الامني القائم بين الرياض وواشنطن. في هذا الوقت واصلت قوات الطوارىء الخاصة والدوريات الامنية المدعومة بالمروحيات عمليات التمشيط والمسح في حي الشرائع وجبل المعيصم والاحياء المجاورة في مكةالمكرمة بغية العثور على المطلوبين الفارين، واستمرت هذه القوات في انتشارها الكثيف في الاحياء القريبة من موقعين داهمتهما اول من امس. وعلمت "الحياة" ان عناصر الخلية الارهابية كانوا يعدّون لعمليات تفجير واسعة في مكةالمكرمة خلال الشهر الكريم مستهدفين المعتمرين والزوار، خصوصاً انه تم ضبط حاويات وصهاريج مجهزة لنقل المتفجرات اضافة الى كميات كبيرة من الاسلحة والقذائف والذخائر والبراميل المحتوية على انواع من المساحيق تستخدم لاغراض التفجير. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان عدد المعتقلين بلغ ستة مطلوبين يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" سلم احدهم نفسه الى رجال الامن وقبض على ثان كان يختبىء خلف محطة وقود نتيجة ابلاغ احد المواطنين عنه، واعتقل ثالث بعد محاصرته في احد جبال المعيصم الذي فر اليه. واستسلم اثنان من المطلوبين لرجال الامن في ساعة متأخرة ليل اول من امس بعد محاصرة استمرت ساعات في حي المعيصم هما طلال عبيد العبود وعبد الله سعد القحطاني سعوديان. وصباح امس تمكن رجال الامن من اقناع مطلوب سادس ينتسب الى عائلة الصاعدي سعودي بتسليم نفسه وتسليم قنبلة يدوية كان يحملها في يده ويهدد بقتل من يقترب منه. وعلمت "الحياة" ان الاستراحة التي كان يختبىء فيها بعض العناصر الارهابية استأجرها شخص يدعى محمد المحارب قبل نحو شهر تقريباً.