عاد التوتر ليخيم على العلاقات الجزائرية - المغربية. واستدعت السلطات الجزائرية أمس السفير المغربي في الجزائر محمد السعيد بن ريان وطلبت منه "توضيحات" عن تصريحات تطلب من الرباط التحرك من أجل استعادة "الصحراء الشرقية". وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية، وزعته "وكالة الانباء الجزائرية" الرسمية مساء امس، انها استدعت السفير المغربي وطلبت منه "توضيحات عن معلومات تشير الى مزاعم حول حقوق اقليمية للمغرب"، في الجزائر. ووصف البيان هذه التصريحات ب"المهاترات"، معتبراً انها صادرة عن "أوساط مغربية انساق وراءها بعض الصحف". وذكر ان الخارجية أمرت السفير في الرباط بوعلام بسايح "القيام باجراءات مماثلة لدى السلطات المغربية". وأفاد مصدر قريب الى الخارجية الجزائرية "الحياة" ان الهدف من استدعاء السفير المغربي هو "ابلاغه احتجاج الحكومة الجزائرية على تصريحات أدلى بها مسؤول في الحكومة المغربية لقناة "الجزيرة"، مساء الاحد، ذكر فيها ان نضال المغاربة يمتد الى حد المطالبة باستعادة الحقوق الاقليمية للمغرب في الجزائر، وانه بالنسبة الى الرباط تعتبر مدينة تلمسان 500 كلم غرب العاصمة مدينة مغربية يتوجب النضال من أجل استرجاعها مستقبلاً على غرار الصحراء الغربية". ولاحظت مصادر مطلعة ان استدعاء السفير المغربي جاء قبل يومين فقط من انقضاء "مهلة" حددها تنظيم مغربي يدعى الحزب الليبرالي الاصلاحي كان أعلن أخيراً تأسيس "جبهة تحرير الجزائر المغربية"، للسلطات الجزائرية حتى السادس من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، ذكرى "المسيرة الخضراء" في المغرب لتنفيذ مجموعة من المطالب أبرزها "تحرير 150 ألف مغربي صحراوي موجودين ضد ارادتهم في منطقة الحمادة في الصحراء الغربية التي تسيطر عليها جبهة بوليساريو فضلاً عن 950 مغربياً مسجوناً بطريقة غير مشروعة لدى السلطات الجزائرية منذ اكثر من 28 سنة"، في اشارة الى أسرى الحرب المغاربية في معسكرات "بوليساريو" في تندوف جنوب غربي الجزائر. وقال بيان صادر عن "جبهة تحرير الجزائر المغربية" انها عينت محمد عليواه رئيساً لها بعد انعقاد لقاءات متزامنة في كل من تلمسان غرب الجزائر والدار البيضاء في 21 ايلول سبتمبر الماضي، لكنها تكتمت عن ذكر بقية الأسماء الجزائريين والمغاربة ل"اعتبارات أمنية". وأعلن هذا التنظيم المجهول تمسكه بالسيادة المغربية على جبل طارق وجزيرة ليلى ومدينتي سبتة ومليلية شمال المغرب الخاضعتين لاسبانيا، ورفضه خطة الموفد الدولي الى الصحراء الغربية جيمس بيكر. وتحدث هذا التنظيم في بيانات، نشرتها صحف جزائرية الاسبوع الماضي، عن تحركات في "اتجاه اخواننا في المناطق الجزائرية الغربية والوسطى"، وقال انها "بدأت بصورة سرية منذ 2001 وتمكنا من تشكيل ميليشيا مقاتلة في العديد من المناطق الجزائرية الغربية الوسطى وبالتالي ظهرت خلايانا للقتال التي ستقوم بعمليات بدءاً من السادس من تشرين الثاني نوفمبر تاريخ ذكرى المسيرة الخضراء". وحدد نطاق العمليات المسلحة في عدد من المدن الجزائرية مثل ندرومة ومغنية في ولاية تلمسان على الحدود مع المغرب ووهران المرسى الكبير، وشرشال والوادي وبشار وتندوف سيديكن وورقلة وحاسي مسعود.