تنتعش أسواق التمور السعودية خلال شهر رمضان الكريم، وتصل إلى ذروة أرباحها في هذا الوقت من كل عام، حيث لا تخلو منه السفرة السعودية في شكل خاص، ولا العربية في شكل عام. ويعمد التجار في هذا الشهر من كل عام الى طرح عدد كبير من الأنواع يتجاوز في السعودية وحدها 15 نوعاً، من أشهرها: الصفري، السكري بأنواعه، المديني، والقصيمي نسبةً الى المنطقة المزروع فيها، الصقعي، نبوت سيف، لبانة، وهو نوع من التمور المجففة إلى حدٍ ما، إضافة الى العجوة، وهي الأكثر طلباً من الزوار والمعتمرين، لتفضيل الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا النوع. ويُطلق على هذا النوع في بعض المحلات "التمر النبوي". وهناك أنواع أخرى منها المبروم، والروثانة بنوعيها، رطب الروثانة، أو روثانة الشرق. والمتتبّع لسوق التمور السعودية يجد أن أنواعاً عدة منها تحمل الاسم نفسه، لكنه يختلف في المنطقة المزروع فيها، فهناك مثلاً "الخلاص"، وهو نوع من التمور يُطلق على البعض منه خلاص الإحساء مدينة تقع في المنطقة الشرقية من السعودية أو خلاص القصيم. وقد تطوّرت صناعة التمور في الأعوام القليلة الماضية، بحيث بات "يتفنن" في تقديمها أصحاب المحلات، لتحتل واجهات أشهر محلات الهدايا والمناسبات، منافسةً بذلك أشهر الماركات العالمية من الشوكولاته. وخرجت التمور كذلك من "التنك" نوع من حاويات التخزين مصنّعة من الألومنيوم الخفيف ويتم تخزين التمور داخلها لأشهر عدة إلى الأطباق ذات التغليفات السلوفانية، منها ما هو مغطى بالشوكولاته من الخارج بنوعيها الأبيض والبني، ومنها المحشوة إما باللوز أو الفستق الحلبي أو البندق، أو القهوة الحب. ويُمكن للمشتري أن يطلبها مغطاة بالسمسم المحمّص، أو جوز الهند الناعم. وهناك "العجوة السادة" من دون حشوة ومُضاف إليها العسل أو الهيل. فما على المتسوّق إلا أن يتخيل شكل التمرة التي يود تناولها. ليس هذا فقط، بل ان عدداً كبيراً من أصحاب المناسبات أصبح يستبدل الشوكولاته، التي درجت العادة في استخدامها، بمثل هذه النوعية من التمور، لتأخذ القهوة العربية والتمور حقها في الضيافة للحضور. ولا تقتصر التمور على ذلك فقط، بل بدأت تدخل في صناعة عدد كبير من أنواع الأطعمة والحلويات، مثل الكعك بالعجوة، التمرية، حلاوة التمر، الآيس كريم. ولا تزال المصانع تبتكر كل ما يمكن صناعته من التمور واستغلال مثل هذه الثروة الحقيقية كمورد تجاري مهم.