لمح وزير الدفاع الياباني شيغيرو ايشيبا أمس إلى ان بلاده يمكن ان ترسل قوات غير مقاتلة الى جنوبالعراق بعدما خلصت مهمة استطلاع إلى ان الوضع هناك آمن. في الوقت نفسه سترسل كوريا الجنوبية 1500 عسكري من الوحدات الخاصة. وأفادت الصحف اليابانية ان طوكيو قررت ارسال عشرة عناصر من سلاح الجو الى الكويت اعتباراً من الشهر المقبل، يليهم فيلق من 140 رجلاً في كانون الثاني يناير للمشاركة في عمليات تموين القوات الاميركية والبريطانية المنتشرة في العراق. وأوضحت صحيفة "يوميوري شيمبون" من دون تحديد مصادرها ان الكتيبة اليابانية الرئيسية ستزود بثلاث طائرات نقل من طراز "سي - 130" تقوم برحلات مكوكية بين الكويتوالعراق. وترغب الحكومة أيضاً في ارسال بعثة استطلاع جديدة لسلاح البر في كانون الاول ديسمبر. وقال وزير الدفاع بعد تسلم تقرير "بعثة التقويم" التي أمضت أسبوعاً في السماوة في جنوبالعراق: "اعتبر شخصياً أن الأمن العام في جنوبالعراق مستقر أكثر بكثير مما هو في مناطق اخرى". وأضاف: "تلقيت أيضاً تأكيداً بأن هناك احتياجات في المجالات الطبية والتعليم وتوزيع المياه وتنقيتها". وخلصت بعثة الاستطلاع الى ان الأوضاع الأمنية مرضية في السماوة، المدينة الشيعية الصغيرة التي بقيت هادئة حتى الآن، ليتم نشر قوات برية يابانية غير مقاتلة فيها. ولم يشأ الوزير الياباني التعليق على المعلومات الصحافية المتعلقة بارسال فريق صغير من سلاح الجو أولاً. وأفادت "يوميوري شيمبون" ان طوكيو ستصادق على الخطوط العريضة لخطة الانتشار عند انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، وبعد ذلك سيأمر وزير الدفاع بمغادرة القوات بموافقة رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي. وأشارت الحكومة اليابانية الى انها لن تتخذ "قراراً متسرعاً" في ما يتعلق بانتشار جنودها في العراق الذي يثير جدلاً، لكن يبدو انها حسمت خيارها الآن. وقال الناطق باسم الحكومة الخميس: "نريد ارسال قوات بأسرع وقت ممكن ربما بحلول نهاية السنة إذا سمحت الظروف". وقررت الحكومة غداة اعتداء الناصرية جنوب ضد القوات الايطالية في 12 تشرين الثاني نوفمبر ارجاء ارسال 150 جندياً كان يفترض أن يمهدوا لوصول القوات مطلع 2004. إلا أن كويزومي يسعى جاهداً للدفاع عن تحالفه مع الولاياتالمتحدة، وعزمه على ارسال جنود الى العراق، على رغم الاستطلاعات التي تشير الى رفض متزايد للرأي العام الياباني لسياسته العراقية. وكان رئيس الوزراء التزم ومن دون تردد الوقوف الى جانب الولاياتالمتحدة في العراق وفاء لتحالف بلاده مع واشنطن، لكنه مضطر الى الحذر في هذا الملف شديد الحساسية. فدعم واشنطن يؤمن له الغطاء الأميركي في الأزمة النووية مع كوريا الشمالية، التي تعتبر أكبر مصدر للقلق في اليابان على الصعيد الخارجي. إلى ذلك، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس إن سيول قد ترسل قوات خاصة إلى العراق، في إطار جهودها لمساعدة الولاياتالمتحدة على اقرار الأمن. ونقلت صحيفة "تشوسون ايلبو" عن مصدر عسكري قوله إن الحكومة تفكر في ارسال 1500 عسكري من القوات الخاصة الى العراق. وقال جوه كون رئيس وزراء كوريا الجنوبية الاربعاء إن بلاده تفكر في ارسال 3000 جندي لتأمين جزء من العراق، وانها استبعدت ارسال قوات غير قتالية وحدها. وأضاف الناطق باسم وزارة الدفاع: "تبحث الحكومة ارسال قوات خاصة للعراق، لكن ليس في وسعنا تأكيد ذلك، لأنه لم يتخذ قرار في هذا الصدد بعد". وأوفدت كوريا الجنوبية 675 من سلاح المهندسين والأطباء الى العراق منذ أيار مايو، والتزم الرئيس الكوري روه مو هيون ارسال مزيد من القوات، لكنه لم يبت بعد في أمر المزج بين القوات القتالية وغير القتالية. وصرح مسؤول في مقر قيادة القوات الخاصة بأن المسح العسكري الذي أجري في تشرين الأول اكتوبر أظهر استعداد عدد كبير من جنود القوات الخاصة للذهاب الى العراق.