حين عادت الاميركية مارتينا نافراتيلوفا الى ساحة منافسات كرة المضرب، "وتخصصت" في لقاءات الزوجي بعد أربعة اعوام من الاعتزال، فرضت نفسها من جديد وأكدت انها الأفضل في هذا المجال، وهي اللاعبة "النموذج" التي لم تفقد الحافز يوماً، وفي هذا السياق يأتي تأكيدها ان الموسم المقبل، سيكون الاخير لها وستكمل منافساته وقد بلغت سن الثامنة والاربعين. وكشفت ان دورات كثيرة تنتظرها بصحبة زميلتها الجديدة مواطنتها ليزا رايموند، "التي تشبهني في الاسلوب والاداء... وسنشكل ثنائياً خطراً جداً". وكانت نافراتيلوفا خاضت مباريات الموسم الحالي مع زميلتها ماريان دو شواردت "مشروع" دورات الموسم الحالي، واضعتين في اعتبارهن المشاركة في اربع او خمس دورات كحد أقصى غير ان النتائج الجيدة قادتهما الى متابعة للتصدي للمباريات والجولات فارتقيتا في التصنيف. وخاضت نافراتيلوفا مع منتخب الولاياتالمتحدة نهائي كأس الاتحاد الذي جمعه مع فرنسا أخيراً في موسكو، وخاضت خلالها لقاء الزوجي حاصدة ورايموند الفوز الوحيد للأميركيات اللواتي خسرن امام منافساتهن 1-4. غير ان هذا "الانتصار اليتيم" عزز سجل نافراتيلوفا الذي يتضمن 18 لقباً في البطولات الاربع الكبرى، و39 فوزاً على التوالي في كأس الاتحاد التي أحرزتها تحت الراية الاميركية ثلاث مرات اعوام 1982 و1986 و1989، فضلاً عن فوزها باللقب مع بلدها الاصلي تشيكوسلوفاكيا عام 1975. "الوالدة السعيدة" والاحد الماضي، أضحت نافراتيلوفا 47 عاماً اللاعبة الأكبر سناً في تاريخ المسابقة، وهي استعادت موقعها في المنتخب الاميركي من خلالها نتائجها الجيدة الاخيرة، اذ احرزت لقب الزوجي في بطولتي استراليا وويمبلدون واحتلت الموقع السادس عالمياً على هذا الصعيد. واستمرت نافراتيلوفا نجمة مرموقة في الفردي حتى سن الثامنة والثلاثين حين قررت الاعتزال، لكنها لم تغب عن الرياضة وأجوائها الجميلة، اذ زاولت الهوكي على الجليد وكرة السلة والتزلج "لذا حافظت على وتيرة معقولة من اللياقة البدنية، وما أحققه الآن حصيلة الخبرة المتراكمة واللياقة الجيدة والجهد المبذول في التدريب، فأنا بطبعي أتعامل مع اي مناسبة او ظرف بجدية تامة". في المقابل، ترفض نافراتيلوفا ان تعتبر نموذجاً استثنائياً، "والا ماذا نقول عن الاسترالي كين روزوال والاسباني بانشو غونزاليس وكلاهما حصد الانتصارات في الفردي بعدما تجاوز سن الاربعين؟ وأين نصنف اذاً عملاق كرة السلة مايكل جوردان؟". عادت نافراتيلوفا الى الملاعب بعدما اختلفت النظرة والمعاييرالى واقع البطلات ومستوى ادائهن، اذ بات "محصوراً بالقوة البدنية بفضل التدريب القاسي والاهتمام الكبير بتنمية العضلات"، وذلك على حساب التكتيك والألعاب الجميلة".وترى انها تستطيع افادتهن في هذا المجال اذا ما توجهت يوماً وامتهنت التدريب "بمقدوري تقديم الكثير واساساً احب ان انقل معلوماتي لمن يريد السير في الطريق الصحيحة"، وتكشف انها حين عملت لفترة معلقة تلفزيونية اكتشفت "الثغرات الكبيرة في الاداء، وأيقنت ان بمقدوري تحقيق الكثير نظراً لما اتمتع به من رصيد وخبرة" وترى ان الاداء الحالي "باهت جداً، تميزت السويسرية مارتينا هينغيس قبل اعتزلها، لأنها تستعمل رأسها ولا تعتمد فقط على قوتها، لذا صمدت طويلاً في مقدمة الترتيب على رغم ضعفها البدني" اليوم لا يعر المدربون اهتماماً يذكر للتكتيك، ولا توجد لاعبات يُسحن قراءة خطوط الملعب ومناطقه ليوجهن الكرة في الوقت المناسب ويحرزن النقاط". وتنصح نافراتيلوفا اللاعبات جميعهن بخوض مباريات الزوجي "انها مثالية لتطوير المستوى من النواحي كافة". وتعتبر ان البلجيكية كيم كلييسترز المصنفة ثانية عالمياً "سجلت تقدماً ملحوظاً في الاشهر الاخيرة بفضل مباريات الزوجي، لأنها تحسن الارسال والعد الامامي والخلفي وهي عوامل اساسية في مباريات الفردي، فضلاً عن تعزيز النظرة التكتيكية وحسن اقتناص الفرصة، الناجم عن التفاهم الجيد مع الشريك". في الماضي، تربعت نافراتيلوفا 331 اسبوعاً على صدارة التصنيف العالمي، وحصدت 167 لقباً في الفردي و173 في الزوجي، وقررت الاعتزال في موسم 1994 قبل ان تعود العام 2000 في "حلة جديدة"... وها هي تلمح منذ ايام الى ان التطلع الى لقب أولمبي في أثينا في سن "الاعتزال النهائي" حق مشروع ولا ضرر من السعي اليه.