عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، أمس، أول اجتماع لهم منذ بداية السنة لبلورة "موقف مشترك" من التهديدات الإرهابية في البحر المتوسط وقضايا الهجرة غير الشرعية التي سيبحث فيها زعماء دول مجموعة "5 " 5" التي تضم دول الحوض الغربي لشمال المتوسط مع الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي والمقررة في تونس من الرابع إلى السادس من كانون الأول ديسمبر المقبل. وتأكدت، أمس، مشاركة كل من الجزائر والمغرب في اجتماع تونس بأعلى تمثيل مما يعني حضور كل من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والملك محمد السادس، وهو ما دفع مصدراً ديبلوماسياً الى القول ل"الحياة" انه يُرجّح انعقاد "اجتماع تنسيقي" بين قادة دول الاتحاد المغاربي للمرة الأولى منذ فترة طويلة، بعدما تعذر ذلك في الجزائر في نهاية حزيران يونيو 2002 بعد رفض الملك محمد السادس المجيء إلى الجزائر من دون تلقي ضمانات في شأن الموقف من قضية الصحراء الغربية. ووصف وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى الذي شارك هذه المرة في الاجتماع التشاوري، بعدما كان تغيب في اللقاء الأول قبل أسابيع في الجزائر، انعقاد مجلس وزراء الخارجية بأنه "منعطف جديد في العلاقات المغاربية"، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا اللقاء بمثل هذا المستوى من التمثيل "منذ زمن". وقال مشيرا أن اللقاء "يعد منعطفاً لقياس قدرتنا على الالتقاء لنتحدث عن الأمن والاستقرار والهجرة غير الشرعية بالنسبة الى الآخر"، في إشارة إلى مجموعة الدول الخمس لمنطقة الحوض الغربي للمتوسط. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من تونس حبيب بن يحي والمغرب محمد بن عيسى وموريتانيا محمد سال ولد بلال وأمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي الليبي محمد شلقم، إضافة إلى الأمين العام للاتحاد المغاربي محمد بولعراس. وجاء اللقاء بعد ثلاثة أيام من اجتماع لجنة المتابعة لدول الاتحاد في طرابلس. وعبر بن عيسى في كلمته عن أمل المغرب في أن يكون اللقاء "بداية جمع الشمل والتكامل والاندماج الاقتصادي والتبادل الحر". وقال: "آن الأوان لنتحدث في ما بيننا عن كل المواضيع". وتابع: "نريد أن يتعدى التطرق الى ملف الهجرة مع الشركاء إلى تناول وضع جالياتنا في هذه الدول". أما وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم فذكّر من جهته بالموقف المبدئي من قضايا البناء المغاربي، مشيراً إلى أن اللقاء يهدف إلى "استعراض التقدم الحاصل في العمل المغاربي". واعتبر أن "الظروف العامة مهيأة لتحقيق انطلاقة المشروع المغاربي". ولاحظ أن الاجتماع التحضيري سيكون مناسبة ل"بلورة تصور مغاربي" لكل القضايا التي أدرجت في جدول أعمال مجموعة "5 " 5" في تونس. ويتعلق جدول الأعمال بأربعة ملفات أساسية هي "الأمن والاستقرار، الاندماج الاقتصادي، الهجرة، والحوار الثقافي". وقال إن قضايا الأمن والاستقرار ستكون من بين أهم الملفات التي ستطرح على القمة. ولفت الى ان الجزائر "نبّهت وقتها إلى خطورة هذه الظاهرة الإرهاب وعالميتها ولم نتلق اذانا صاغية ولم يستفق ضمير العالم إلا عندما ضرب الإرهاب ديار من كانوا يعتبرون أنفسهم بمنأى عن هذه الظاهرة". أما وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحي فقد أكد أنه على رغم "تعثر مسيرة الاتحاد المغاربي إلا أننا اليوم أمام استحقاقات تجبرنا على إعادة النظر في كل شيء"، لافتاً إلى أن الأوروبيين "ليسوا في حاجة إلى الاجتماع في ما بينهم لأن لديهم قواسم مشتركة ثابتة".