جدد الرئيس جورج بوش لدى عودته الى واشنطن مساء أول من امس بعد زيارة دولة لمدة ثلاثة ايام لبريطانيا التأكيد على ان بلاده وبريطانيا تقيمان "علاقات مميزة" وان "هذه العلاقات الجيدة تأكدت مجدداً خلال الزيارة". الا ان مراقبين اعتبروا ان بوش لم يعجب بالقطع بعطلته القصيرة في لندن حيث اسقط المتظاهرون تمثالاً من الورق له على امل ان يسقط بالطريقة نفسها التي ازيح بها صدام حسين. فيما لم يستسغ بلير ان يعود خالي الوفاض من زيارة كان يأمل في ان تثبت مدى تأثيره على واشنطن، خصوصاً في شأن مصير البريطانيين المعتقلين في غوانتنامو. وقال استاذ السياسة في جامعة ستراثسلايد جون كورتيس: "اذا كان بوش وبلير يأملان في الاحتفال فما الذي يحتفلان به. لا شيء. على رغم التخلص من الحكومة في افغانستان والاطاحة بنظام العراق الا ان الامور اصبحت سيئة عما كانت عليه". ولم يكن المنظور الاميركي اكثر تفاؤلاً. فقال رئيس مكتب مجلة "تايم" في لندن جيف ماكاليستر: "انه وقت خطير بالنسبة لهما الى درجة ان لعنة زيارة الدولة لم تتوار في الواقع. كنت أعتقد ان بوش سيبذل المزيد من اجل بلير". واعتبرت الصحف البريطانية الصادرة أمس ان المراسم الفخمة والخطابات الرنانة وحتى الانفجارات في تركيا ساعدت في انجاح زيارة الرئيس الاميركي. إلا انها رأت ان بلير لم يستفد من الزيارة لأنه اخفق في اقناع بوش بتغيير موقفه في شأن مصير البريطانيين في غوانتنامو والحرب التجارية التي تلوح في الافق بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية على استيراد الفولاذ. وكتبت صحيفة "ذي صن" الواسعة الانتشار ان زيارة بوش الى مقاطعة بلير الانتخابية شمال شرقي انكلترا حيث تناول الرئيس الطبق البريطاني التقليدي المكون من السمك والبطاطا المقلية "كانت خاصة جداً وأظهرت مدى نجاح زيارته". واعتبرت صحيفة "تايمز" اليمينية انه "في امكان بوش ان يعتبر ان الزيارة كانت نجاحاً مهماً له ربما فاق التوقعات". واضافت ان "خطاب بوش القوي والبليغ حول السياسة الخارجية" اظهر انه "سياسي جدير بأن يؤخذ على محمل الجد". وذكرت صحيفة "الغارديان" اليسارية ان بوش تصرف بلباقة وألقى خطاباً متماسكاً خلال زيارته "مما اسكت اكثر الشكوك تطرفاً حياله ويشكل هذا كسباً سياسياً صغيراً للرئيس ولبلير". اما صحيفة "اندبندنت" فرأت ان انفجاري تركيا "ساعدا" بوش وبلير. وانتقدت تردد بوش في الاستجابة للضغوط البريطانية حول الرسوم على الفولاذ ورغبة الحكومة في محاكمة المعتقلين البريطانيين المحتجزين في غوانتنامو. وتساءلت: "ما الذي حصل عليه بلير؟ لا شيء. وبالتالي كانت الزيارة فاشلة". ومن جهتها، اعربت صحيفة "ديلي ميرور" عن سرورها بعودة بوش الى بلاده. وقالت في عبارة كتبت تحت صورة للرئيس وهو يصعد سلالم طائرته "وداعاً. نرجو الا تسرع في العودة".