أكدت مصادر اردنية رسمية ل"الحياة" أن لجنة إعداد الموازنة العامة للدولة لسنة 2004 ستضع الموازنة على أساس شراء حاجات الأردن من النفط بسعر السوق العالمية الذي يرواح حول 26 دولاراً للبرميل الواحد. وقالت المصادر إن الموازنة ستكون تقشفية للسنة المقبلة، رافضة الخوض في أرقام الموازنة، واكتفت بالقول إنها ستتضمن عجزاً مقداره 290 مليون دينار 410 ملايين دولار أو ما نسبته 3.9 في المئة من اجمالي الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لسنة 2004 والمقدر بنحو 7.4 بليون دينار. وقالت ان سعر برميل النفط المشار إليه هو نفسه الذي وضعت على أساسه موازنة الدولة للسنة الجارية، وذلك على رغم أن الأردن ظل حتى شهر آذار مارس الماضي يتلقى النفط العراقي بأسعار تفضيلية على أساس 19.5 دولار للبرميل الواحد، مع نصف حاجاته المقدرة لسنة 2003 بنحو 5.5 مليون برميل مجاناً باعتبارها منحة من الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأشارت المصادر إلى أن اتصالات جرت وتجري على أعلى المستويات بين مسؤولين أردنيين وآخرين من الكويت ودولة الإماراتالمتحدة والسعودية لتمديد الاتفاق الذي أبرم مع هذه الدول في العام الماضي، في أعقاب شن الولاياتالمتحدة وبريطانيا حربهما على العراق، تعويضاً له عما فقده من نفط عراقي. وقالت إن الأردن يسعى إلى تقليل خسائره من جراء فقد النفط العراقي بالحصول على نفط من الدول الخليجية المشار إليها بأسعار تفضيلية ومنح. وأكدت أن موضوع تمديد الاتفاق مع الكويت تحديداً قد أثير مع المسؤولين الكويتيين في أثناء زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله في وقت سابق من الشهر الجاري للكويت. وأضافت إن وفداً برئاسة وزير الخارجية مروان المعشر سيتوجه إلى الكويت عقب انتهاء عيد الفطر لاستئناف البحث في المسألة. وكان الأردن قد تمكن السنة الجارية من تعويض فقدان النفط العراقي، الذي توقف تصديره إلى الأردن مع اليوم الأول من الحرب، بحصوله على نحو 120 ألف برميل يومياً من نفط الدول الخليجية الثلاث، منها نحو 75 ألف برميل من السعودية و25 ألفاً من الكويت و20 ألفاً من دولة الإمارات، على أن يستمر ذلك لمدة ثلاثة شهور مددت المدة لدى انتهائها بعد ثلاثة شهور من إبرامها ثم مددت مرة أخرى حتى نهاية السنة الجارية ويسعى الاردن الآن الى تمديدها مجدداً. كما بدأ الأردن في شراء النفط بأسعار السوق العالمية، إذ وصلت ميناء العقبة منذ أيام سفينة محملة بنحو مليون برميل من النفط من أصل 2.6 مليون برميل تمثل كمية إجمالية كان الأردن اتفق على شرائها من العراق أخيراً.