اصاب صاروخ أرض - جو من نوع "سام 7" للمرة الاولى طائرة مدنية تستخدمها شركة "دي اتش ال" للبريد السريع، ما دفع "شركة الاجنحة الملكية الاردنية" الى تعليق رحلاتها الى بغداد. وفي اول حادث من نوعه، اصيبت طائرة شحن مدنية من طراز "ايرباص اي -300" تستخدمها شركة "دي اتش ال" للبريد السريع أمس بصاروخ أرض - جو من طراز "سام 7" فوق بغداد ما اجبرها على الهبوط بشكل اضطراري في مطار العاصمة العراقية. وصرح مسؤول في الجيش الاميركي ان "طائرة تابعة لشركة "دي اتش ال" اقلعت من مطار بغداد صباح أمس واصيبت بصاروخ أرض جو من طراز "سام 7". واضاف ان "النار اشتعلت في الطائرة فعادت ادراجها الى المطار حيث حطت بسلام. وتمت السيطرة على الحريق ولم يسجل وقوع اصابات". وللمرة الأولى تصاب طائرة مدنية تستخدم مطار بغداد بصاروخ، على رغم الابلاغ سابقاً عن ثماني عمليات اطلاق نار على طائرات عسكرية او رسمية. وقال احد سكان منظقة اليوسفية، جنوببغداد، انه رأى صاروخاً يطلق على طائرة ويصيب جناحها الايسر ما أدى الى اشتعال النار فيه. وأكدت شركة "دي اتش ال" للبريد السريع التي كان يملكها اميركيون وانتقلت ملكيتها الى شركة "دويتشه بوست" الالمانية العملاقة، عدم اصابة اي من موظفيها. وقالت الناطقة باسم الشركة باتريسيا ثومسون في بروكسل: "حوالي الساعة 30،06 تغ صباح اليوم أمس، اضطرت طائرة شحن تابعة لشركة "دي اتش ال" من طراز "ايرباص اي -300" كانت تغادر بغداد الى البحرين، الى العودة الى بغداد والهبوط اضطرارياً". وأكدت "ان كل من كان على متن الطائرة لم يصب بأذى". ورداً على سؤال عما اذا كانت الشركة تقوم بمراجعة عملياتها في بغداد اجابت ثومسون "من المبكر التعليق على ذلك". وقال خافيير ديبوك الناطق باسم شركة "دي. اتش. ال" في بروكسل ان "الثلاثة الذين كانوا على متن الطائرة في حالة جيدة"، واضاف ان من بين عملاء الشركة في العراق مؤسسات غير حكومية، وأكد ان "الشركة لا تنقل شحنات عسكرية". وتعتبر شركة "دي اتش ال" اول شركة تسمح لها سلطات التحالف بالعمل من بغداد، وبدأت الاعلان في انحاء العالم عن بدء خدماتها في بغداد في تموز يوليو. وتسير الشركة ست رحلات يومية مباشرة من البحرين الى بغداد باستخدام طائرات "ايرباص ايه 300" و"انطونوف ايه ان12" و"بوينغ 727". ويبلغ مدى صاروخ "سام-7" الروسي الصنع حوالي 3200 متر، ويعتبر السلاح المفضل لدى المعادين للولايات المتحدة إذ يمكن ان يطلقه شخص واحد. وكان نظام صدام حسين السابق اشترى آلافاً من تلك الصواريخ ووصل العديد منها الى ايدي المدنيين بعد انهيار الجيش العراقي خلال الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق في الربيع الماضي. وبدأت قوات التحالف برنامجاً لشراء تلك الصواريخ في محاولة لازالتها من ايدي المدنيين، الا انها اقرت بأن مئات منها لا تزال في ايدي المسلحين. وحال الخطر من شن هجمات بتلك الصواريخ دون اعادة فتح مطار بغداد امام الرحلات الجوية التجارية خلال الاشهر السبعة التي تلت احتلال القوات الاميركية بغداد. الا ان حوالي 110 رحلات تنطلق من المطار 70 منها رسمية او عسكرية بينما 40 أخرى تقوم بها طائرات مدنية مستأجرة او طائرات شحن، كما قال وزير النقل العراقي بهنام زيا بولص. وكان بولص صرح في 13 تشرين الثاني نوفمبر بأنه طلب من الحاكم المدني الاميركي بول بريمر السماح باعادة فتح مطار بغداد بشكل كامل هذا الاسبوع. ولكن في ضوء تهديد الهجمات الصاروخية المستمر يرجح استمرار تعليق فتح المطار. الى ذلك، اعلن مسؤول في "شركة الاجنحة الملكية الاردنية" تعليق رحلات الشركة الى بغداد على ان تبت اعتباراً من الثلثاء المقبل في امكان استئنافها. وقال المسؤول ان "رحلات الاحد والاثنين والثلثاء الغيت جميعها وستقرر الشركة بعد 25 الشهر الجاري ما اذا كانت ستستأنف الرحلات الى بغداد ام لا". واوضح ان اصابة طائرة تابعة لشركة "دي اتش ال" الالمانية بصاروخ في بغداد دفع الشركة الاردنية الى اتخاذ قرارها.