دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس الأميركي جورج بوش الى سحب تأشيرة عمدة مدينة لندن بعدما انتقده، رداً على رسالة السفارة الأميركية اليه بشأن سحب تأشيرة دخول مُنحت له عام 2002 وتستمر صلاحيتها حتى 2007. وجاء سحب التأشيرة من جنبلاط بعد أسابيع على تصريح تمنى فيه على المقاومة العراقية ان تكون ضرباتها أكثر دقة، تعليقاً على قصف على فندق الرشيد في بغداد ونجاة نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفوفيتز من ذلك القصف. وكانت السفارة في بيروت شجبت كلام جنبلاط في حينه معتبرة أنه "يثير السخط". لكن الحكومة الأميركية لم تكتفِ بردّ السفارة، إذ ان جنبلاط تلقى أول من أمس رسالة من القنصل في بيروت أمبر باسكيت يبلغه فيها ان "وزارة الخارجية وجدتكم غير مؤهلين ولذا امتنعت احترازاً عن منحكم التأشيرة". واستندت الخارجية الى فصل من قانون الهجرة والجنسية في أميركا ينص على عدم منح التأشيرة "لأي أجنبي استخدم مركزه البارز في أي بلد من أجل ان يقرّ أو يناصر أي نشاط ارهابي أو يقنع الآخرين بدعم نشاط ارهابي أو منظمة ارهابية". ونصّت الرسالة على ان في إمكان جنبلاط طلب تأشيرة في أي وقت وعلى الترحيب "بأي اتصال تجرونه مع مكتبي على الرقم 542600/04، الفرع 234". وقال جنبلاط أمس رداً على سؤال عن رسالة سحب تأشيرته التي نشرتها صحيفة "المستقبل": "هذا هو موقف عمدة لندن كين لفنغستون يقول ان السيد بوش خطر على الأمن العالمي، وأنه رئيس غير منتخب. فلتسحب من عمدة لندن التأشيرة أولاً، أو من عشرات الألوف من البريطانيين وأحرار العالم الذين يعترضون على سياسة أميركا. موقفي هو جزء من الموقف العالمي الذي يرفض هذه السياسة التوسعية الاستعمارية الهوجاء". وعن إمكان لقاء قريب بينه وبين السفير الأميركي قال: "ماذا بك، ما أنا إرهابي". ووصف وزير الثقافة اللبناني عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي غازي العريضي الموقف الأميركي بأنه "يعبّر عن قصر نظر وليست المرّة الأولى التي يتصرّفون بهذه الطريقة. هذا نوع من الارهاب الفكري والمعنوي الذي سبق ان واجهناه الى جانب الارهاب العسكري يوم كان الأميركيون في بيروت ويقفون الى جانب الاسرائيليين". وذكّر بالتظاهرات ضد بوش في لندن وباللافتات التي تصفه بأنه "جزّار وقاتل وسفّاح وإرهابي الى حد نعته بأنه من المطلوبين للعدالة". وقال: "العالم يسحب ثقته من بوش"... وقال النائب في كتلة جنبلاط علاء ترو ان مواقف الأول "لا تتأثر لا بضغوط أميركية ولا بسحب التأشيرة... واذا كانت هذه هي الديموقراطية التي بشّر بها الأميركيون في العراق والشرق الأوسط فهي مرفوضة"... وعن توقيت الخطوة قال ترو: "ربما أدخلونا ضمن قانون محاسبة سورية".