سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هآرتس": واشنطن ابلغت تل ابيب انها ستدعم اقتراح روسيا جعل خريطة الطريق ملزمة . العلاقات بين اسرائيل واميركا على شفا "أزمة حقيقية" لتجاهل شارون الإيفاء بالتزاماته ومضيه في بناء الجدار
ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي، امس ان العلاقات الحميمية بين واشنطن وتل ابيب على شفا أزمة حقيقية ناجمة عن سياسة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون المتعنتة تجاه الفلسطينيين وعدم ايلائه أي اعتبار للرسائل الاميركية المتكررة بوجوب الإيفاء بالتزاماته اخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية ووقف النشاط الاستيطاني وتغيير مسار جدار الفصل العنصري الذي يواصل بناءه في قلب أراضي الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت الاذاعة عن مسؤولين كبار في الإدارة الاميركية "غضبهم الشديد" على شارون "الذي لا يتصرف كصديق حقيقي، ويتجاهل الوضع الصعب الذي يعيشه الرئيس الاميركي جورج بوش في اعقاب تورطه في العراق". وتابعت ان قريبين من الرئيس الاميركي يتهمون شارون بأنه غير مبال بانعكاسات الاحتلال الاميركي للعراق على فرص اعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة العام المقبل! "جنود اميركيون يقتلون يومياً وانتقادات شديدة توجه للرئيس في الولاياتالمتحدة وبريطانيا والعالمين الاسلامي والعربي، وبدلاً من ان يسلك شارون سلوك صديق وقت الضيق فإنه يكثف الاستيطان في الضفة الغربية ويدلي بتصريحات تثير الغضب، مثل نيته اقامة جدار شرقي في غور الأردن". وأ ضافوا ان شارون يذر الرماد في عيون المسؤولين الاميركيين ولا يقوم بأي شيء في اتجاه تخفيف معاناة الفلسطينيين. وتابعوا ان رئيس الحكومة الاسرائيلية يستخف بالزجر الاميركي المتزايد في الاسابيع الأخيرة، كما انه لم يستوعب معنى اعلان وزير الخارجية الاميركي كولن باول دعمه لوثيقة جنيف التي وقعتها شخصيات اسرائيلية يسارية وفلسطينية ودعم نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز للوثيقة التي أبرمها رئيس جهاز الأمن العام شاباك السابق عامي ايالون ورئيس جامعة القدس الدكتور سري نسيبة حول الحل النهائي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي "مع علم الأميركيين المسبق أن هاتين الوثيقتين ليستا مقبولتين لدى حكومة شارون". وقال المراسل السياسي للإذاعة كافيه شفران إن شارون، تفادياً لمواجهة علنية مع الرئيس بوش "تنهي شهر العسل بينهما"، قد يلقي خطاباً قريباً في مؤتمر هرتزليا الشهر المقبل، يشرح فيه "التنازلات المؤلمة" التي يكررها منذ عامين في مقابل تحقيق السلام، ويتضمن أيضاً تلميحات بأنه "رجل سلام حقيقي". لكن الخطاب، كما يضيف المراسل، لن يعدو كونه مجرد "حديث عن السلام" من دون ترجمته إلى لغة الأفعال، "فالحقائق على الأرض تؤكد أن لا تغيير جوهرياً يحصل" على رغم كل التصريحات الأخيرة لشارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز حول تسهيلات ستقدم للمدنيين الفلسطينيين. لفنات: إسرائيل ليست محمية من جهتها، وصفت الوزيرة ليمور لفنات تقرير الإذاعة ب"مبالغ فيه". وقالت إنها لمست خلال زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة تفهماً لمواقف إسرائيل، "على رغم بعض الخلاف في وجهات النظر"، مضيفة ان إسرائيل ليست "محمية" أميركية. وقالت إن شارون سيرتكب "خطأ استراتيجياً خطيراً إذا أقدم على تفصيل طبيعة التنازلات المؤلمة". إلى ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" ان واشنطن أبلغت تل أبيب نيتها دعم اقتراح روسيا طرح "خريطة الطريق" الدولية على مجلس الأمن الدولي ليتبناها قراراً ملزماً، علماً أن شارون كرس جزءاً من زيارته الأخيرة إلى روسيا لاقناع قادتها بعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة.