عاد فتحي مبروك لتولي مهمة المديرالفني لفريق الاهلي بعد اربعة اشهر فقط من إقالته غير المبررة الى جانب مساعديه حسام البدري وضياء السيد. وهم سيقودونه في مباراته المهمة المقررة الجمعة المقبل امام الزمالك في المرحلة التاسعة من بطولة مصر لكرة القدم. وشرع مجلس ادارة النادي في مفاوضات اعادة الاستعانة بخدمات المدرب البرتغالي مانويل جوزيه سواء في الموسم الحالي أو بدءاً من الموسم المقبل بعد 16 شهراً من اقالته، واستقدام حسن مصطفى واسامة حسن بعدما كان استغنى عنهما مجاناً لحساب الاتحاد السكندري وإنبي على التوالي. وتعكس النظرة العميقة لهذه الاحداث الاسباب الفعلية لتردي اوضاع الاهلي في الاستحقاقات المحلية والخارجية، وتحوله من احد الاندية صاحب النتائج الاكثر استقراراً الى الاكثر اهتزازاً على الصعد كافة. وفي هذا السياق، استعان الاهلي ب8 مدربين في اقل من 4 مواسم بدءاً بالالماني راينر تسوبيل الذي اقيل في موسم 2000- 2001 بسبب النتائج السيئة، وحلّ احمد ماهر موقتاً بدلاً منه قبل استقدام الالماني هانز ديرنر، الذي قاد الفريق الى احراز لقب كأس مصر من دون ان ينجح في تفادي مصير الاستغناء عن خدماته بلا مبرر. وفي موسم 2001- 2002، تولى البرتغالي جوزيه مهمة الاشراف على الاهلي، وقاده الى التتويج على عرش دوري ابطال افريقيا والكأس السوبر القارية واكتساح الزمالك 6-1، لكن خلافاته الشخصية مع طارق سليم عضو اللجنة الكروية في النادي تسببت في تنحيه. وفي الموسم التالي، خسر الاهلي بقيادة الهولندي جو بونفرير لقب البطولة المحلية في المرحلة الاخيرة، وأقيل بعد المباراة مباشرة، ثم نجح خلفه الموقت فتحي مبروك في تعويض الخيبة جزئياً عبر قيادة الفريق الى التتويج على عرش مسابقة الكأس قبل ان ينال مكافأة الاستبعاد. وفي الموسم الحالي، تعرقلت مسيرة الاهلي بقيادة البرتغالي انطونيو اوليفييرا في البطولات كلها التي شارك فيها. واذ شملت السياسة الخاطئة للاهلي ايضاً الاستغناء عن افضل اللاعبين واستقدام آخرين بلا تاريخ او مستوى فني كفي، فتخلى في الاعوام الاربعة الاخيرة عن التوأمين حسام وابراهيم حسن، واللذين تألقا لاحقاً في شكل خرافي مع الزمالك، ووليد صلاح الدين وسمير كمونة ومحمد فاروق وأسامة حسن وحسن مصطفى وعماد ايوب، علماً انهم غدوا جميعهم نجوماً وهدافين في صفوف انديتهم الجديدة. في المقابل، ضم الاهلي 22 لاعباً جديداً استغنى لاحقاً عن 17 من دون ان يلمس بعضهم الكرة على غرار احمد فاروق الذي انتقل اليه من الشرقية للدخان، بينما شارك غالبيتهم في مباريات معدودة على غرار النيجيري صنداي والانغولي افيلينو وابو المجد مصطفى وسعيد عبد العزيز ورامي سعيد والسيراليوني تشيرنو والنيجيري روبرت اكاوري واحمد صلاح حسني وسمير كمونة وعلاء ابراهيم. وهنا تتجلى الحقيقة الراسخة في فشل مجلس ادارة الاهلي في تسيير شؤونه وشجونه الكروية طوال اعوام عدة وصولاً الى الكبوة الكاملة. ولعل استبعاد 3 لاعبين وعرضهم للبيع لا يحل المشكلة، وكذلك اقالة المدرب اوليفيرا، بل اعادة الاستقرار المفقود عبر تثبيت جهاز فني جيد فترة عامين متتالين من دون النظر الى النتائج في الموسم الاول، وضم اكثر من 8 لاعبين جدد على مستوى عالٍ لمعالجة الثغرات الكبيرة في صفوفه.