أعلن "حزب المؤتمر من أجل الحرية والديموقراطية"، وريث "حزب العمال الكردستاني"، حل نفسه لإتاحة تشكيل سياسي كردي جديد يكون "أكثر ديموقراطية وأوسع تمثيلاً لأكراد المنطقة"، من دون الافصاح عن هوية هذا التشكيل أو موعد اعلانه. جاء ذلك في بيان صدر عن الحزب وأشار إلى أن مجلس قيادة الحزب اصدر قرار الإلغاء بالاجماع في 26 تشرين الأول اكتوبر الماضي. واوضح البيان أن القرار جاء بعد مشاورة العديد من ممثلي الأكراد في أوروبا والشرق الأوسط، من دون أن يشير إلى توصية من زعيم الحزب عبدالله أوجلان الذي طلب تغيير صيغة الحزب بعد رفض أنقرة التفاوض معه أو اصدار عفو عام عن عناصره. وإلى حين الإعلان عن التشكيل السياسي الجديد، أكد البيان أن كوادر الحزب وقواته ستبقى مرابطة في أماكنها وستدافع عن نفسها اذا هوجمت. وفي أول تعليق تركي على هذا القرار، تجاهل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الخطوة التي قام بها الحزب الكردستاني، معتبراً أن "تغيير اسم الحزب لا يعني تغيير توجهاته الإرهابية". واعتبرت الأوساط السياسية التركية أن "الكردستاني" لجأ إلى تغيير اسمه كي يتخلص من ملاحقة عناصره في أوروبا والعراق بعدما أدرجت الإدارة الأميركية وعدد من دول أوروبا اسمه ضمن لائحة الأحزاب الإرهابية. إلا أن الخارجية الأميركية - حسبما ذكرت مصادر صحافية تركية - طمأنت أنقرة الى أن موقفها لن يتغير من الحزب بعد تغيير اسمه وعنوانه. ويأتي ذلك بعد فشل مساع أميركية للتوسط بين "الكردستاني" وأنقرة خلال آب اغسطس الماضي، اذ رفضت تركيا توسيع إطار العفو الذي أصدرته عمن لم يشارك في القتال من عناصر "الكردستاني"، فيما رفض الحزب بدوره لجوء قياداته إلى النروج ومغادرة شمال العراق. وأشاع قرار "الكردستاني" ارتياحاً لدى الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني اللذين يعتبرانه مصدراً للتوتر في المنطقة وذريعة تستخدمها تركيا لإبقاء 1500 جندي تركي ومئات من عناصر الاستخبارات في شمال العراق. ثم ان تقديم "الكردستاني" نفسه كممثل لجميع اكراد المنطقة كان يسبب ازعاجاً للاحزاب الكردية العراقية. وكان عثمان اوجلان الاخ الاصغر لزعيم الحزب عبدالله اوجلان اشار قبل شهرين الى ان الحزب يفكر في العمل السياسي في العراق طالما ان الظروف السياسية غير ملائمة في تركيا، ونجح في فتح مكاتب عديدة في محافظاتالعراق المختلفة الا انه لم يلق الاقبال الذي كان توقعه من جانب الاكراد هناك، وهو ما اثار خلافات حول قيادة الحزب بين عثمان اوجلان وجميل بايك الساعد الايمن للزعيم المسجون، خصوصاً ان عثمان كان اعلن عزمه للعودة الى العمل المسلح ضد تركيا هذا الخريف، فيما تدعو اصوات اخرى الى ترك ا لسلاح والاتجاه الى العمل السياسي البحت، الا ان رفض انقرة اصدار عفو موسع عن عناصر الحزب حال دون حسم التوجه الى العمل السياسي.