سلم رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد 77 عاماً مقاليد الحكم امس، الى نائبه عبدالله بدوي 64 عاماً وسط اشادات من الدول الآسيوية ومزيد من الاستنكار الغربي في شأن تعليقاته التي اعتبر فيها ان "اليهود يحكمون العالم بالوكالة". وقبل الملك الماليزي سيد سراج الدين جمال علي في مراسيم تقليدية استقالة مهاتير، في حين ادى بدوي القسم الدستوري كخامس رئيس للوزراء في البلاد منذ استقلالها من الاستعمار البريطاني. ويذكر ان النظام السياسي في ماليزيا ملكي دستوري يتمتع فيه الملك بصلاحيات مراسمية. ولم يصدر عن معظم الحكومات الغربية اي تعليق حول تنحي مهاتير. وصرح مسؤول في السفارة الاميركية في كوالالمبور بأن "السفارة لم تتسلم اي رسالة من البيت الابيض"، مشيراً الى ان كثيرين من موظفي السفارة ركزوا اكثر على احتفالات عيد جميع القديسين بدلاً من اليوم الاخير لمهاتير في السلطة. ولم يصدر اي تعليق من جانب استراليا ايضاً التي لم يوفرها مهاتير من انتقاداته. واعتبر رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد ان "ليس لدي اي تعليق اقوله ما عدا التاكيد مجدداً ان الاواصر التي تربط استرالياوماليزيا طويلة الامد وعميقة جداً". ومن جهة اخرى، دان مجلس النواب الاميركي بالاجماع، التصريحات الاخيرة "المعادية للسامية" التي ادلى بها مهاتير محمد. وتبنى المجلس مساء اول من امس ،بغالبية 411 صوتاً في مقابل لا شيء وامتناع عضو واحد، قراراً يصف الملاحظات التي اوردها مهاتير محمد بأنها "مثيرة للسخط" و"دنيئة". وكان رئيس الوزراء الماليزي اعلن ان اليهود "يحكمون العالم بالوكالة" اثناء قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في منتصف تشرين الاول اكتوبر الماضي. وجاء في قرار مجلس النواب الاميركي ان "كلاماً مثيراً للسخط من هذا النوع لا عذر له وليس منطقياً"، مندداً ب"العبارات القديمة حول الهيمنة اليهودية ومعاداة السامية". ودعا القرار كل الحكومات والمنظمات الدولية، ولا سيما الاتحاد الاوروبي، الى ادانة تصريحات رئيس الوزراء الماليزي. وكان مجلس الشيوخ الاميركي صوت الاثنين الماضي بالاجماع على قرار يجمد مساعدة عسكرية لماليزيا بقيمة .21 مليون دولار رداً على تصريحات مهاتير. وفي المقابل، اشاد بمهاتير رئيس الوزراء التايلاندي ثاكسين شيناواترا. ونقلت صحيفة "نيو ستريتس تايمز" الماليزية عنه قوله: "سأفتقد أخي الأكبر"، مشيراً الى ان مهاتير "قاد القافلة جيداً لتنمية الدول في المنطقة من اجل تحقيق الرخاء". انور ابراهيم ينتقد مهاتير بشدة وفي غضون ذلك، وجه انور ابراهيم نائب رئيس الوزراء السابق انتقادات شديدة الى مهاتير من سجنه، متهماً اياه بتدمير الادارة العامة واثقال كاهل البلاد بالديون لاقامة مشاريع ضخمة. وقال ابراهيم في رد مكتوب عن اسئلة وجهتها اليه وكالة "رويترز": "ظهر مهاتير على الساحة قبل عقدين بسرعة حاملاً وعوداً بالاصلاح، ولكن بدلاً من ذلك مزق الوعود كافة ارباً من خلال تدمير كل شيء تعهد الحفاظ عليه". واضاف ان "ولعه الاناني باقامة مشاريع ضخمة زاد الآن من الديون العامة الهائلة الى نحو 47 بليون دولار".