واجهت الحكومة البولندية اليسارية أمس اتهامات بالعجز بعد ان اضطرت الى سحب تقرير يفيد بأن قواتها عثرت على صواريخ حديثة فرنسية الصنع في العراق. واعتذرت وزارة الدفاع البولندية لفرنسا في مطلع الاسبوع بعد ان قالت قوات بولندية انها عثرت على صواريخ فرنسية مصنعة في العام الحالي من طراز "رولان" في منطقة في العراق واقعة تحت سيطرة القوة العسكرية الدولية التي تقودها بولندا. وانتقد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بولندا بشدة أثناء قمة للاتحاد الاوروبي السبت الماضي لفشلها في تحري الحقائق قبل اعلان المعلومات التي تشكل حرجاً لباريس إذا تبين ان الصواريخ أنتجت بالفعل في العام الحالي. وتقول فرنسا ان انظمة صواريخ "رولان 1" أرسلت الى العراق عامي 1980 و1981، كما أرسلت أنظمة صواريخ "رولان 2" للعراق بين العام 1983 والعام 1986، وأن أحدث أنظمة وهي صواريخ "رولان 3" لم تصدّر الى العراق مطلقا وتوقف انتاجها العام 1993. وقال سياسيون معارضون بولنديون وصحيفة بارزة ان مثل هذا الامر قد يضر بموقف بولندا في الاتحاد الاوروبي، بالرغم من انها ستنضم للكتلة الاوروبية في أيار مايو. وقال يان روكيتا زعيم حزب المنتدى المدني المعارض "هذه فضيحة وتضر بمصلحتنا"، وطالب بتحقيق برلماني. وقالت صحيفة "غازيتا فيبورسا" اليومية ان هذا الحادث قد يضعف موقف بولندا في المفاوضات المتعلقة بميثاق جديد للاتحاد الاوروبي. من جانبه تعهد رئيس أركان الجيش البولندي الجنرال سيسلو بياتاس بإعداد تقرير مفصل خلال أيام عن الصواريخ الفرنسية التي عثر عليها، وأضاف أنه طلب من قواته في العراق أن تتوخى الحرص في المستقبل وأن تتفحص الأسلحة التي يتم العثور عليها والطلب من الحكومة البولندية أن تستشير الدول المنتجة بشأنها. ورفض بياتاس توضيح التاريخ الحقيقي لإنتاج الصواريخ الفرنسية، لكنه قال ان الجنود البولنديين أخطأوا لدى فحصهم لها وظنوا أن الأرقام المتسلسلة التي حملتها الصواريخ هي تاريخ الإنتاج. وقال ان محققين بولنديين على اتصال حالياً مع المسؤولين الفرنسيين لتوضيح المسألة. يشار إلى أن بولندا تنشر في العراق 2400 جندي، ويتولى عسكريوها قيادة ما مجموعه 9500 جندي أجنبي من قوات حفظ السلام هناك.