نفى رئيس مجلس إدارة شركة "إيه أو إن" الأميركية للاستشارات ماغني سيليفلوت أن تكون المنشآت النفطية في الدول العربية المحيطة بالعراق "تواجه تهديدات من الجماعات الإرهابية" وقال ل"الحياة" ان "الهجمات الإرهابية التي شهدتها السعودية لم تستهدف إطلاقا المنشآت النفطية فيها واقتصرت على المدن والأحياء السكنية" واشار الى ان ذلك يعود الى "الإجراءات الأمنية الناجحة التي تتبعها السلطات السعودية لتأمين سلامة هذه المنشآت". ونفى سيليفلوت ان تكون الزيادة في رسوم التأمين التي تدفعها الدول وشركات النفط لحماية منشآتها في منطقة الخليج ناتجة عن تهديدات للمنشآت النفطية في المنطقة مصدرها تنظيم القاعدة أو أي تنظيم إرهابي آخر، وأكد ان الزيادة في الرسوم "تحددها عوامل دولية أكثر شمولية ولا تعتمد على منطقة بعينها" مشيرا إلى ان رسوم التأمين التي تدفعها السعودية أو الدول الخليجية الأخرى لقاء تأمين منشآتها "لا تختلف عن الرسوم التي تُدفع لقاء تأمين المنشآت النفطية في الدول الأخرى مثل الولاياتالمتحدة وروسيا وإندونيسيا". وأكد ان الإرهاب ظاهرة دولية و"يهدد معظم دول العالم، بل آفة للبشرية جمعاء" وقال ان شركته تحتفظ لديها بأطقم خاصة من موظفيها مهمتها تقديم النصح للحكومات والمؤسسات أو الشركات النفطية في شأن المخاطر التي تواجهها المنشآت النفطية لديها وما يلزم لمواجهة هذه المخاطر والتأمين المطلوب لها، بما في ذلك الحوادث الطارئة. وتوقع ان لا تشهد رسوم التأمين على المنشآت النفطية السنة المقبلة أي زيادة خاصة، علماً ان شركات التأمين تأخذ بالحسبان مدى نظافة سجل طالبي التأمين من الحوادث في الماضي. وأكد ان ارتفاع هذه الرسوم غالبا لا يؤثر في أسعار النفط في الأسواق الدولية. وتُقدم "إيه أو إن" خدماتها الاستشارية للتأمين على المنشآت النفطية لمجموعة من الدول خارج الولاياتالمتحدة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وعدد من الدول العربية منها السعودية والكويت والإمارات والبحرين وعُمان وقطر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وهي ثاني أكبر شركة استشارات في مجال التأمين على منشآت النفط في العالم. ورداً على سؤال عما إذا كانت الشركة تتعامل مع العراق وتساعد في توفير غطاء لدى شركات التأمين الدولية للمنشآت النفطية العراقية قال سيليفلوت ان "إيه أو إن" تعاملت مع عمليات استيراد النفط الجارية لتغطية النقص في الوقود في العراق بعد الحرب. لكنه أشار إلى ان المنشآت النفطية في العراق ظلت اكثر من عشرة اعوام خارج سوق التأمين "لأسباب عدة منها العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على العراق وأخرى ذاتية لإيمان العراقيين بقدررتهم على حماية المنشآت من دون اللجوء إلى التأمين عليها لدى الشركات المتخصصة". وعن إيران قال ان شركته بدأت تتعامل مع طهران منذ 8 اعوام مؤكدا "أن العلاقة بين الطرفين ممتازة ولا تتأثر بالخلافات السياسية بين حكومتي البلدين". وحض سيليفلوت الذي سيمثل شركته في الندوة الدولية السابعة للتأمين على منشآت النفط في الشرق الأوسط، المقرر ان تبدأ أعمالها في السادس من تشرين الأول أكتوبر الجاري في دبي، المسؤولين في الدول العربية إلى تغيير أسلوب تعاملهم في مجال التأمين على المنشآت النفطية. ومع أنه أشاد بالمهنية العالية التي يتمتع بها المسؤولون في شركة "أرامكو السعودية" وشركات النفط في دول الخليج الأخرى، إلا أنه شدد على ضرورة توفير المزيد من الشفافية لدى اعداد أوراقهم ومستنداتهم التي تقدم للشركات الاستشارية لكي تكون قادرة على توفير الخدمة المناسبة. وقال: "ان إهمال التفاصيل والمعلومات يؤدي في كثير من الأحيان إلى ارتفاع درجة التوتر في العلاقات بين الطرفين".