تدخل تجربة الشورى في سلطنة عمان اليوم تجربتها الخامسة بانتخابات "الكترونية" يلعب فيها الكومبيوتر دوراً كبيراً في استمارة الانتخاب وفرز أسماء المترشحين، في خطوات تعكس تدرج العملية الشورية في عمان مع السماح لكل المواطنين البالغين 21 عاماً فما فوق بالتقدم للانتخاب. ويتوجه الى صناديق الاقتراع أكثر من 262 ألف ناخب وناخبة في 59 ولاية في مختلف أنحاء السلطنة، منهم مئة ألف ناخبة، للادلاء بأصواتهم لاختيار 83 عضواً في الدورة الخامسة لمجلس الشورى التي تبدأ مطلع العام المقبل ولمدة ثلاث سنوات من بين 506 مترشحاً منهم 491 مترشحاً و15 مترشحة. وانتهت وزارة الداخلية من تجهيز 95 مركزاً انتخابياً لتقليل الازدحام والضغط على العاملين فيها وتبسيط الاجراءات وسيتم اعلان النتائج الأولية مساء اليوم في مختلف الولايات. ومنذ الاربعاء الماضي انتهى أعضاء اللجان المنظمة والمشرفة من الادلاء بأصواتهم، كما قام العمانيون المقيمون في دولة الامارات ومملكة البحرين والأردن ومصر بالادلاء بأصواتهم لانتخاب ممثليهم في مجلس الشورى، وذلك من خلال المراكز الانتخابية التي أقيمت بسفارات وأندية طلبة السلطنة في تلك الدول فيما أدى العمانيون المقيمين بدولة قطر أمس الجمعة الادلاء بأصواتهم في سفارة السلطنة بالدوحة للادلاء بأصواتهم، وسيتم ارسال نتائج الاقتراع من تلك الدول الى اللجنة الرئيسية لانتخابات مجلس الشورى بوزارة الداخلية ليتم فرز الأصوات وارسالها الى لجان الانتخابات بالولايات حسب كل مترشح ومن ثم اعلانها مع بقية النتائج. وسمحت وزارة الداخلية للمرة الأولى ان يقوم المترشح بخطوة تعريفية عن نفسه من خلال توزيع سيرته الذاتية ومشاركاته على الناخبين ومواقع شبكة المعلومات الدولية الانترنت وقامت الوزارة للمرة الأولى بنشر أسماء المترشحين في الصحف المحلية. وقال وكيل وزارة الإعلام العُماني عبدالله الحوسني رداً على سؤال عن توقعات بضعف الإقبال على الاقتراع: "لسنا قلقين ونتوقع اقبالاً معقولاً، خصوصاً أن التجربة جديدة في المجتمع العُماني. هذا المجلس سيتطور كلما تطور دوره وأثره وعمله. الأمر المهم الآن هو أن الحكومة فتحت الباب للمواطن حتى يختار من يريد وتمت توعية المواطن بدور المجلس. المهم الآن أن المواطن لديه الحرية، والقبول وعدمه أمر بيد المواطن". وزاد: "مع تطور قناعة المواطن بدور المجلس ستتسع دائرة المشاركة". وشرح تطور مجلس الشورى في البلاد والمرحلة التي وصل إليها الآن، إذ اتيح للمرة الأولى في هذه الدورة حق الاقتراع لكل من بلغ ال21 من العمر. ولفت خصوصاً إلى الاهتمام الذي تحظى به مشاركة المرأة في العمل الوطني، مشيراً إلى أن في عُمان الآن وزيرة وعدداً من وكيلات الوزارات وسفيرة. وأكد أن المرأة العُمانية متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات. وتحدثت الدكتورة سعاد بنت محمد سليمان، عضو لجنة الانتخابات، عن أملها بحصول المرشحات على عدد أكبر من المقاعد مقارنة بالدورة البرلمانية الماضية التي ضمت نائبتين فقط. وأشارت إلى أن "المرشحات يمثلن 3 في المئة فقط من مجموع المرشحين، بينما الناخبات يمثلن نحو ثلث الناخبين. بالطبع الناخبة ستختار المرشح الأفضل رجلاً كان أو امرأة، لكننا نأمل بدخول مزيد من العضوات مجلس الشورى، خصوصاً أن توزيع المرشحات يتم هذه المرة على مناطق مختلفة من السلطنة".