دخلت فرقة «Three Meters Away» (على بعد ثلاثة أمتار) الموسيقية اليمنية حلبة المنافسة للفوز ب «جائزة الحرية العالمية» ضمن مسابقة سنوية تنظمها مؤسسة freedom to create (حرية الإبداع) ومقرها سنغافورة. وبلغت الفرقة المرحلة النهائية، مع ثماني فرق اختيرت للتصفيات من بين أكثر من 2051 فناناً شاركوا في المجالات المختلفة للمسابقة التي انطلقت في تموز (يوليو) الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها فرقة يمنية في مسابقة دولية من هذا النوع، وتصل إلى المرحلة النهائية، والتي ستعلن بعدها أسماء الفائزين في فروعها الثلاثة، خلال حفلة تقام في مدينة كيب تاون، جنوب إفريقيا، في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكانت الفرقة شاركت في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي الرئيس اليمني وأقاربه عن الحكم، فقدمت مجموعة من الأعمال الموسيقية أبرزها أغنية «يمكن بكره ما يجيش... يمكن أموت»، والتي تعبر عن فقدان الأمهات لأبنائهن الشباب الذين يسقطون في التظاهرات الشعبية، إذ يخاطب الشهيد أمه قائلاً: «يا أمي الحبيبة، باجيب لك شمعة، بس وقفي الدمعة، ليش تبكي ليش؟» يقول مدير الفرقة وعازف الغيتار فيها، أحمد عسيري، ل» الحياة»: «منذ تأسيسها، مطلع العام الماضي، قدمنا مئات الحفلات المجانية المفتوحة لكل الناس، ومنها حفلات أقيمت في ساحتي التغيير في كل من صنعاء وعدن». وبحسب عسيري، يتضمن اسم الفرقة إلى معنيين: «الأول إننا على بعد ثلاثة أمتار من شرطة مكافحة الشغب التي تواجه تظاهراتنا السلمية المطالبة بالحقوق والحريات، فيما يشير المعنى الثاني إلى ثلاثة أمتار تحت الأرض، حيث يدفن شهيد المظاهرة السلمية وربما يُنسى، لكنه يظل يغني ويتحدث إلى الناس كأنه ما زال بينهم، وهذا ما حاولنا أن نعكسه في أغنياتنا». وتتكون الفرقة من أحمد عسيري، وشادي ناشر، مغن ومنظم الحفلات، وهايزي، العازف على «البايس غيتار». وتعتبر «على بعد ثلاثة أمتار» الفرقة اليمنية الوحيدة المشتغلة على موسيقى «الريجي» وأغانيها باللغتين العربية والإنكليزية. ويؤكد عسيري أن الفرقة نهضت على المطالبة بالحقوق والعدالة الاجتماعية، والحريات، والمساواة بين الرجل والمرأة، ونبذ التسلط الذكوري، وأن قضيتها هي الثورة على الفساد والدعوة إلى إعلاء العقل على العادات والتقاليد والتعصب المذهبي والإثني. أصدرت الفرقة حتى الآن ألبومين: الأول بعنوان «قاضيني»(2010) والثاني «بداية التغيير» (2011)، والألبومان يغزلان موسيقياً حول قضايا حقوق الإنسان بالمعنى الشامل للمبدأ، والذي لا يفرق بين الناس بل يجمعهم تحت راية المواطنية. يشار إلى أن مؤسسة «حرية الإبداع» تأسست العام 2006 لدمج الفن والثقافة مع أهداف بناء مجتمعات أكثر رخاء، من خلال ترسيخ حرية الإبداع حول العالم، ودعم التناغم والانسجام بين الأفراد في كل مكان. وفي العام 2008، أطلقت المؤسسة جوائزها الخاصة، للاحتفال بشجاعة وإبداع فنانين يسخّرون مواهبهم لنشر العدالة الاجتماعية وإلهام الناس حول العالم.