واصلت اسعار النفط تماسكها في الاسواق الدولية امس وسط قلق من ان تعود الأسعار الى "التحليق" فوق 30 دولاراً للخام الاميركي الخفيف وقرابة 30 دولاراً لخام القياس الأوروبي "برنت". وكان التعامل بخام "برنت" فتح في لندن امس عند مستوى 27.5 دولار للبرميل، لكن سرعان ما قفز الى 27.80 دولار في التداولات التي جرت وسط النهار، فيما افتتح الخام الاميركي الخفيف التعامل عند مستوى 29.05 ثم ارتفع الى 29.39. وعلى رغم ان عمليات جني أرباح جرت في الأسواق الآسيوية على العقود الآجلة في تعاملات "نايمكس" الالكترونية إلا ان الاسعار انخفضت. وقال متعاملين: "ان السوق حافظت على اتجاهها الصعودي". وفقد الخام الاميركي الخفيف في تعاملات العقود الآجلة لتشرين الثاني نوفمبر 3 سنتات عن اغلاقه في نيويورك، لكنه عاد للتحليق حتى مستوى 29.43 دولار. وفي نيويورك نسب موقع "بيزنس ويك أون لاين" امس الى جون بيرانك المحلل في معهد دراسات الطاقة في واشنطن القول "اسعار النفط قد تعود للارتفاع فوق 30 دولاراً إذا ما ارتفعت حدة الاضطرابات في العراق وارتفعت درجة البرودة في الشتاء". واضاف ان "الخفض الذي أجرته أوبك الاسبوع الماضي استهدف تماسك الأسعار وان المنظمة لن تتوانى في اجراء خفض بين مليون أو مليوني برميل في اجتماع كانون الأول ديسمبر المقبل". واشار اقتصاديون اميركيون الى المخاوف التي تنتاب الشركات الاميركية من ارتفاع اسعار الطاقة وسط معدلات النمو الضعيفة للاقتصاد. وكانت ادارة معلومات الطاقة الاميركية أعلنت أول من امس عن مستوى المخزونات من النفط الخام التي جاءت متوافقة مع التوقعات، وبالتالي لم تؤثر في مجرى التعاملات على العقود الآجلة. مخاوف وقال متعاملون في لندن ان تصريح الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز امس ان على "أوبك" زيادة النطاق المستهدف لأسعار النفط من مستوى 22 - 28 دولاراً الى 25 - 32 دولاراً للبرميل، أثارت مخاوف الأسواق من توجهات "أوبك" المستقبلية. وعلى رغم ان وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو قال امس ان بلاده لا علم لها باقتراح فنزويلا رفع النطاق السعري لسلة "أوبك"، الا ان تصريحاته لم تبعث الهدوء في الاسواق خصوصاً بعد اشارته الى ان المنظمة قد تجري خفضاً على الانتاج في كانون الأول المقبل. وقال بورنومو، الذي سيصبح رئيساً للمنظمة في كانون الثاني يناير للصحافيين "هناك احتمال ان يخفضوا حصص الانتاج في الاجتماع المقبل، لكن ذلك رهن بالمنتجين من الخارج وهل سيخفضون انتاجهم أم لا". ومن المقرر ان تعقد "أوبك" اجتماعاً لمراجعة سياستها الانتاجية في الرابع من كانون الأول. وأصبح سقف انتاج المنظمة 24.5 مليون برميل يومياً من أول تشرين الثاني مقارنة مع المستوى الحالي للانتاج البالغ 25.4 مليون برميل.