استقبلت دور العرض السينمائي في موسم الصيف المنصرم عشرة افلام جديدة هي "قصاقيص العشاق" و"هروب المومياء" و"كلم ماما" و"سهر الليالي" و"فيلم هندي" و"اللي بالي بالك" و"عايز حقي" و"عسكر في المعسكر" و"التجربة الدنماركية" و"اوعى وشّك". وحمل الموسم مفاجآت كثيرة. وكما يحدث في كل الاعوام كان هناك نجوم صعدوا وآخرون تراجعوا، واعلن غير مخرج بداياته، وأضيف كُتّاب وفنانون جدد الى لائحة صناعة السينما. وعلى رغم ان دور العرض فتحت ابوابها للأفلام العشرة السابق ذكرها الا ان المنافسة الحقيقية حُصرت فعلياً بين ثمانية افلام راهن اصحابها على تحقيقها اعلى ايرادات. أما فيلما "هروب المومياء" وهو انتاج مصري - تركي، و"قصاقيص العشاق" فإنهما عرضا قبل بدء الموسم السينمائي وفي اثناء الامتحانات فلم يحققا اي نجاح جماهيري على رغم وجود النجمة نبيلة عبيد في "العشاق" الذي اخرجه سعيد مرزوق. عدا عن هذا كانت بداية الموسم ساخنة، إذ بدأ عرض ثلاثة افلام دفعة واحدة في اسبوع واحد، وهي: "فيلم هندي" من بطولة أحمد آدم وصلاح عبد الله ومنة شلبي واخراج منير راضي، و"كلم ماما" من بطولة عبلة كامل ومنة شلبي ومي عز الدين وحسن حسني وإخراج احمد عواض، و"سهر الليالي" من بطولة منى زكي وشريف منير وحنان ترك واحمد حلمي وخالد ابو النجا وفتحي عبد الوهاب وعلا غانم وجيهان فاضل واخراج هاني خليفة. "تفجير المفاجآت" وجاء عرض الافلام الثلاثة معاً ليفجر مفاجآت لم يكن احد يتوقعها، وابرزها ان عدداً كبيراً من صناع الأفلام والموزعين، لم يكن ابداً يتوقع نجاح "سهر الليالي"، بل انهم وقفوا ضده مروجين انه جاد و"غير كوميدي"، الا انه كان مفاجأة الموسم على الاطلاق، ليس لأن ثمانية نجوم يشاركون في بطولته بل لأن مخرجه هاني خليفة ومؤلفه تامر حبيب استطاعا ان يقدما فيلماً مختلفاً عن المطروح على الساحة، وذلك من خلال الاحداث التي تلامس مشاعر الانسان حول العلاقات الزوجية وما فيها من ابتعاد وترابط وتوافق. وهكذا حقق الفيلم ما حلم به مخرجه وأقبلت الاسر المصرية على الفيلم، ليحقق ايرادات بلغت نحو 9 ملايين جنيه. أما المفاجأة الاخرى الفنية هذه المرة التي لم تكن في الحسبان فتمثلت في فيلم "فيلم هندي"، وهو مشروع سينمائي حقيقي كان اول من تحمس له المخرج داود عبد السيد الى أن كان من نصيب المخرج منير راضي. وعلى رغم فكرة الفيلم الجديدة التي تهدف الى تأكيد العلاقة الوثيقة بين مسلمي مصر واقباطها فإن الفيلم لم يحقق المردود الجماهيري وذلك لأسباب عدة يأتي ابرزها المعركة الكلامية التي سبقت عرض الشريط بين المخرج وجهاز السينما في مدينة الانتاج بداية من العنوان السيئ للفيلم "فيلم هندي" ونهاية بالتشكيك في موازنة الفيلم إذ ان كل هذا اثر سلباً في جماهيريته فلم يحقق سوى مليوني جنيه. اما فيلم "كلم ماما" على رغم نجاح رهان الموزعين عليه أتى عادياً وكانت الخاسرة الوحيدة فيه النجمة المتألقة عبلة كامل التي هوجمت بشدة وحقق الفيلم ما يزيد على 7 ملايين جنيه. وبعد ذلك عرض فيلم "اللي بالي بالك" من بطولة محمد سعد الشهير بأللمبي واخراج وائل احسان في ثاني تعاون لهما في عالم النجاحات الجماهيرية. ودخل محمد سعد تجربته هذا العام برصيد جماهيري كبير حققه العام الماضي مع أللمبي وهو يرفع شعار "النقاد اولاً"، وبالفعل كسب واثبت لمن انتقدوه العام الماضي انه ممثل قدير، فهو لعب شخصتين متناقضتين، محققاً اعلى ايرادات هذا الموسم وبلغت نحو 18 مليون جنيه. أما فيلم "عايز حقي" من بطولة هاني رمزي وهند صبري وإخراج احمد نادر جلال فقد حمل فكرة جديدة تقوم على اساس اكتشاف مواطن وجود نص في الدستور يشير الى ملكية الشعب لموارد الدولة، فيفكر في بيع "حقه" لحل مشكلته المالية. وعلى رغم أن الفيلم حمل جرأة في الطرح الا انه لم يحقق النجاح الكوميدي المتوقع ولهذا كانت ايراداته ضعيفة ولم تتجاوز 4 ملايين جنيه. لاحقاً مع عرض فيلم "عسكر في المعسكر" من بطولة محمد هنيدي وإخراج محمد ياسين، كانت بداية السخونة الحقيقية باعتبار ان هنيدي هو الذي قاد "الانقلاب الكوميدي" قبل سنوات ولهذا فإن عرض فيلم له يعني كشف مدى سيطرته. هذا الفيلم اتى في النهاية نكسة لهنيدي إذ انه، وعلى رغم تحقيقه لنجاح كبير في أسبوعه الأول بلغ نحو 5 ملايين جنيه، تراجع كثيراً خلال اسابيعه التالية لتبلغ ايراداته في النهاية نحو عشرة ملايين جنيه ما جعل محمد هنيدي يواجه هجوماً قاسياً. ولم يلق الفيلم القبول عند النقاد، وبلغت حدة النقد ان قال أحد الكتاب "انه فيلم سخيف وان هنيدي انتهى". وهي احكام لا علاقة لها بالنقد طبعاً، ما جعل هنيدي يقول إن هناك "مؤامرة" ضده وضد كل الاجيال الشابه. ... وظهر عادل إمام أما النجم عادل إمام فإنه اثبت هذا العام انه النجم الاطول عمراً جماهيرية والاكثر ثقافة وفكراً بين الموجودين على الساحة السينمائية وانه يحمل دائماً تلك الافكار التي تجعله يتواصل مع كل الاجيال وهذا تأكد من اختياره لفيلم "التجربة الدنماركية" الذي شاركته بطولته اللبنانية نيكول سابا واخرجه علي ادريس، وتدور احداثه حول وزير يعيش مع اولاده الاربعة وتحل عليهم فتاة من الدنمارك لتحدث مواقف كوميدية بسبب تنافسهم جميعاً على حبها. الاوساط النقدية والصحافية استقبلت الفيلم بترحيب كبير. أما رأي الجمهور فكان أوضح إذ بلغت جملة الايرادات ما يزيد على 12 مليون جنيه. وعرض في نهاية الموسم فيلم "اوعى وشّك" من بطولة الكوميديين الشباب احمد رزق واحمد عيد ومنة شلبي واخراج سعيد حامد ولم تتجاوز ايراداته مليوني جنيه. مثل كل الاعوام هناك إذاً رابحون وخاسرون وكان ابرز الذين انضموا الى لائحة السينما المخرج هاني خليفة وفيلمه "سهر الليالي" واختير ليرشح من مصر لدخول منافسة احسن فيلم اجنبي في الاوسكارات الأميركية للعام المقبل. ومازال النجم الكوميدي محمد سعد يواصل استمرار نجاحه للعام الثاني على التوالي متفوقاً على ابناء جيله الكوميديين، واصبح واحداً من الذين يحققون ايرادات عالية، ومعه المخرج وائل احسان الذي يواصل تألقه في الاخراج. وكانت منة شلبي الفنانة الاكثر وجوداً إذ شاركت في ثلاثة افلام هي "كلم ماما" و"اوعى وشّك" و"فيلم هندي". واستحقت النجمة الشابة منى زكي بأدائها الرائع في "سهر الليالي" ان تنال اجماع النقاد والجمهور ومعها شريف منير الذي كان مفاجأة الموسم السينمائي هذا الصيف ما يعتبر بمثابة اعادة اكتشاف وولادة فنية... لفنان مجتهد. وعلى رغم ان الفنان هاني رمزي لم يحقق النجاح الجماهيري الكبير الا انه يعتبر من الرابحين هذا الموسم لاستمراره في تقديم افلام تحمل جرأة سياسية لم يتطرق إليها ابناء جيله. أما عادل إمام فقد واصل هذا الموسم نجاحاته في عالم الكوميديا، وعلى رغم التضييق الشديد الذي فرضه عليه الموزعون واصحاب دور العرض الا انه نجح في كسب تأييد جماهيري ونقدي كبيرين ليؤكد انه ما زال "حياً" وقادراً على التواصل، وجاء هذا العام ليرد فيه على الذين وضعوه في مقارنة مع الجدد واثبت انه الابرز كوميدياً وجماهيرياً.