حذرت الشرطة البريطانية امس المواطنين والمتحمسين من الاحتشاد في مطار هيثرو لمشاهدة هبوط الكابتن مايك بانستر الذي سيقود الرحلة التجارية الاخيرة لطائرة "الكونكورد" التابعة ل"الخطوط الجوية البريطانية" بريتيش ايرويز من مطار كينيدي في نيويورك الى هيثرو بعد رحلات للطائرة استمرت 30 عاماً. ويخشى المسؤولون في شركة المطارات البريطانية "بي اي اي" من ان مرائب السيارات لن تتسع لحشد كبير من الاهالي الذي قد يصطحب الاطفال خلال العطلة الدراسية اليوم لوداع الطائرة التي احيلت الى التقاعد. وكانت "بريتيش ايرويز" وجهت دعوات الى شخصيات مميزة للتحليق في الرحلة مع رئيس الشركة لورد مارشال. كما لم تُقرر الشركة بعد المصير النهائي لسبع طائرات كونكورد تملكها وما اذا كانت ستستخدمها في عروض جوية او في رحلات خاصة للاثرياء. كما لم يتقرر بعد ما اذا كانت احدى الطائرات ستحلق ثانية في 17 كانون الاول ديسمبر المقبل الى الولاياتالمتحدة احتفالاً بمرور 100 عام على الطيران الذي كان رواده "الاخوة رايت". وعلى خلاف الرحلات الاولى ثم التشغيل التجاري لاحقاً بدت نوعية الركاب مختلفة، في الرحلات الاخيرة للطائرة المدنية الوحيدة التي تحلق فوق سرعة الصوت، منذ الاعلان في 10 نيسان ابريل الماضي عن ان الطائرة ستُحال الى التقاعد في 24 الجاري. وكان المسافرون على متن "الكونكورد، قبل ايلول سبتمبر 2001 وفي الرحلات التي سبقت تحطم طائرة الخطوط الجوية الفرنسية ومقتل ركابها في مطار شارل ديغول، على متن الدرجة الاولى ودرجة رجال الاعمال يلتقون، على سبيل المثال، مادونا او العارضة نعومي كامبل او حتى بعض الوزراء البريطانيين او الفرنسيين او العرب الذين كانوا على عجلة في الوصول الى الولاياتالمتحدة. وبعد الاعلان عن تاريخ "تقاعد" الكونكورد اصبحت نوعية المسافرين مختلفة اذ جاءت من مختلف انحاء المعمورة كما اعلنت بيانات "بريتيش ايرويز" وهي تضم رعايا من جنسيات مختلفة اضافة الى "الاثرياء الجدد" من الذين يستطيعون الحصول على تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدة. وروت الصحافة البريطانية قصصاً مختلفة عما جرى في سباق العد العكسي الذي سبق تاريخ اليوم... وكيف ان راكباً دفع اربعة الاف جنيه ثمناً لرحلة المغادرة الى نيويورك ولم يستقل مقعده لان زوجته رأت حلماً في منامها وحذرته من نتائج الرحلة وحيداً لان الابراج تتحدث عن "لعنة الكونكورد". وتتحدث الصحافة الاقتصادية البريطانية عن السباق بين شركات صناعة الطائرات للحصول على "ارث الكونكورد" وكيف ان "ناسا" طورت بالتعاون مع شركة "نورثروب غرومان" نموذج طائرة يمكن ان تحلق فوق جدار الصوت من دون ان تؤذي البيئة. ويُروى ان شركتي "داسو" و"غالف ستريم"، المصنعتين لطائرات يستخدمها رجال الاعمال تمولان ابحاثاً للتغلب على مشكلة الضجيج ما يسمح لرجال الاعمال من "النخبة" بالسفر بسرعة الى مقاصدهم. وتستعد شركة "نتجيتس"، التي يملكها البليونير وارين بافيت، لاطلاق حملة اعلانية تستهدف الاثرياء تقول "سافرت بالكونكورد... حان الان وقت رفع درجة سفرك اعتمد علينا". وتبيع الشركة، ساعات طيران ورحلات للشركات الكبيرة ولرجال الاعمال. وتنصح مجلة "ترافل" المتخصصة بالاعتماد على رحلات الطائرات المستأجرة المتوسطة الحجم بكلفة 2500 استرليني للساعة بدلاً من دفع اربعة الاف للساعة كلفة طائرة رجال الاعمال الصغيرة. وتصل كلفة استئجار طائرة تشارتر بين بريطانياوالولاياتالمتحدة الى نحو 37 الف استرليني ويمكن للمستأجر توفير بين ساعة وساعتين من المعاملات التي تسبق رحلات الطيران التجاري.