بمبادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الديبلوماسية الفلسطينية تستضيف مدريد اعتباراً من الثلاثين من الشهر الجاري سفراء السلطة الوطنية المعتمدين في معظم دول العالم بما فيها واشنطن والامم المتحدة في جنيف لمناقشة مهماتهم وتطورات الاوضاع السياسية في منطقة الشرق الاوسط وتأثيرها في سير اعمالهم بالإضافة الى معالجة عدد من الامور الداخلية والامنية. وحصل هذا المؤتمر، الذي سيرأسه الدكتور نبيل شعت، على موافقة الرئيس ياسر عرفات ومباركة رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ابو اللطف. وجاءت فكرة الاجتماع نتيجة للظروف القاسية التي تعاني منها السلطة الوطنية ومنظمة التحرير على حد سواء، خصوصاً من الناحيتين الاقتصادية والسياسية. فالخلافات القائمة داخل الاجهزة الرسمية وتشتت زعماء المنظمة اضافة الى استحالة امكان عقد اجتماع لجميع السفراء الفلسطينيين المعتمدين في الخارج على ارض فلسطين دفعت بعميد السلك الديبلوماسي العربي سفير فلسطين في مدريد نبيل معروف الى طرح فكرة استضافة مدريد لمؤتمر "السفراء الفلسطينيين" على وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاثيو. وبعد مفاوضات مع فريق عملها دامت اكثر من شهرين وافقت الوزيرة على استضافة بلادها لسفراء فلسطين ومشاركتها في الجزء الاخير من المؤتمر. ويتركز جدول اعمال هذا اللقاء الديبلوماسي على ثلاثة محاور. سيكون الافتتاح على عاتق وزير الخارجية الدكتور نبيل شعث الذي سيلقي محاضرة يشرح فيها الاوضاع الداخلية وموقف الاتحاد الاوروبي وآخر تطورات عملية السلام يليها نقاش سياسي هو الاول من نوعه حيث سيطلع سفراء فلسطين لدى دول الاتحاد الاوروبي على مواقف البلدان المعتمدين لديها على ما يجري على الاراضي الفلسطينية. اما المحور الثاني فيتناول الشؤون الداخلية للسفارات وعلاقاتها مع وزارات الخارجية، على حد سواء. اي انه سيبحث في آليات عمل السفارات. ويشكّل خطاب وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاثيو المحور الثالث الذي يختتم المؤتمر. فهي ستقدم ملاحظات ونصائح للديبلوماسية الفلسطينية وستحدد مرة اخرى موقف بلادها في شأن عملية السلام في الشرق الاوسط وانشاء دولة فلسطين.