لا يحتاج السائقون والدراجون الى مؤثرات خاصة لاختبار التشويق غير العادي في فيلم "العبور الضخم" للمراحل الخاصة لرالي الامارات الصحراوي ال 13، الجولة الاخيرة من بطولتي العالم للسيارات والدراجات النارية... فالمشاهد الطبيعية كلها التي تنقل ابداعات الخالق من خلال العدسة المسلطة على الهضاب الرملية ذات الارتفاع المتساوي ب"الملليمتر" والتي لا حدود لها، وبعض النتوءات الصخرية المرتفعة التي تلفح المسار بنفحة الاساطير، "تلتهم" الانظار بضخامتها وتطلق طاقة "الادرينالين" المحركة لمشاعر المغامرة المدهشة التي لا مثيل لها. وهنا يضع المشاركون لمساتهم في تتويج هذا الفيلم باوسكار التفوق الكبير بالاعتماد على عشقهم الفطري لغزو المعطيات الميدانية الخادعة وشبه المجهولة بسبب المتغيرات الكثيرة، ومهاراتهم في القيادة وخبرتهم من اجل التكيف مع متغيرات المسار والتي تتراوح بين الطراوة الى درجة عبور طرقات موحلة، كما يقول سائق فريق "اكس 5" الفرنسي لوك الفان بطل العالم السابق للانحدار في التزلج الالبي، والقساوة... وكذلك على معرفتهم التقنية ذات الاهمية الكبيرة في سباقات ال"رايد". ويضمن العشق الفطري بالدرجة الاولى الوجود في هذا المكان غير الاعتيادي، وتخطي عقبة الحرارة المرتفعة في الرالي والتي يمكن ان تتجاوز ال50 درجة مئوية داخل مقصورة القيادة، التي تخلو بالتأكيد من اي جهاز تبريد، او الخوذة الخاصة بالدراجين. وفي هذا السياق، يعتبر الاجراء البديل المتمثل في الحصول على "البرودة المطلوبة" عبر فتح العازل الزجاجي للسيارات، غير ملائم كون الهواء ساخن ورطب في الوقت ذاته، اما خلع الدراجين خوذاتهم فمستحيل من اجل الحفاظ على سلامتهم بكل بساطة. ولا بد من الاشارة الى ان الدراجين تحديداً يواجهون الاخطار الميدانية الاكبر حجماً في الراليات الصحراوية كونهم يقودون دراجات تعتمد معيار استخدام التجهيزات الاقل حجماً في التصنيع من اجل تفادي الارهاق السريع للدراجين على المسارات الطويلة، ما يمنع توفير تدابير السلامة المتكاملة لهم، كما ان احتياجاتهم من الماء تتقلص الى الحد الادنى للسبب ذاته. مسار الافعى واذ تكثر ظاهرة اعتماد "مسار الافعى" في عبور السائقين رالي الامارات الصحراوي من اجل تدارك التأثيرات السلبية للزمن الطويل المهدور الناتج من سلوك مسارات غير محددة، وبالتالي امكان مواجهة الملاحقين الغبار المتصاعد من سيارات سائقي المقدمة في حال تقارب المسافة بينهم، تبرز اهمية تمتع السائق بمهارات عالية في القيادة والخبرة، علماً ان مواجهة موقف دخول الغبار الى مقصورة القيادة يوجب اجادة استخدام جهاز "جي بي اس" وقراءة بياناته في سبيل تحديد الموقع، وتحاشي خطر التوهان. وبدخول المشاركين المراحل الخاصة في الربع الخالي ذات الرمال الناعمة تتضاعف اهمية المهارة والخبرة بالنسبة للسائقين تحديداً في ايجاد الاسلوب المثالي والخاص في التعامل مع الهضاب والتأقلم مع تقنية تفعيل عمل الجهاز التفاضلي لتأمين التماسك الافضل. ومن الضروري استخدام السرعة المناسبة في حالة الصعود، ثم تحرير شراقة الهواء لاراحة المحرك لدى بلوغ القمة قبل المباشرة في الهبوط من دون استخدام جهاز الكبح لتخفيف السرعة الضرورية لتفادي الانغماس في الرمال. ويعبر المشاركون في المراحل الاخيرة مساحات واسعة تجمع بين المسارات المنبسطة والهضاب ذات الارتفاع المتوسط في الوقت ذاته، والتي يتم اجتيازها بسرعة عالية تناسب على الورق القدرات التقنية سيارة باغي ذات الدفع الامامي الخاصة بالفرنسي المخضرم جان لوي شليسر ونظيرها في سيارة نيسان بيك آب التي يقودها الاسطورة الفنلندي آري فاتانن بخلاف سيارة ميتسوبيشي ال"200 ستراكار" التي يجلس خلف مقودها البرتغالي كارلوس سوزا. ويبقى الهبوط الدقيق المكتسب من الخبرة الكبيرة ومنهجية احتواء الانزلاقات الكثيرة المتوقعة عاملا تحقيق النتيجة الافضل لدى عبور هذه المساحات. الاكيد ان فيلم "العبور" لرالي الامارات الصحراوي اضخم من مغامرة عادية، وهو سيختار ابطاله مرة جديدة من بين الافضل عالمياً في امتلاك احساسي الشغف المفرط والعظمة المطلقة.