انطلقت حملة الانتخابات الرئاسية في موريتانيا أمس، وسط تنافس محموم بين ستة مرشحين، بينهم امرأة. وفيما ركز الرئيس - المرشح معاوية ولد سيد أحمد الطايع على الاستقرار الذي "جنب البلاد السقوط في الفوضى" وعلى المشاريع الانمائية التي تحققت في عهده، طمأن "العربي الأسمر" مسعود ولد بلخير الموريتانيين إلى أنه "عربي وابن عربي وعربية". وفي حين قدم الرئيس السابق محمد خونة ولد هيدالة نفسه منقذاً للبلاد من أخطار "غياب الدولة واستشراء الفساد ونهب المال العام"، تفاءل ولد داداه بالأمطار التي تهطل هذه الأيام على البلاد، علها تكون إشارة إلى تغيير مقبل. واهتم متابعو الشأن السياسي في موريتانيا بخطاب المرشح مسعود ولد بلخير الذي خرج فيه عن المتوقع، معلناً للموريتانيين انه "الآن أمام الله وأمامكم أتحدث بالصدق... أعلن أمامكم أنني عربي من أب عربي وأم عربية، لساني عربي، وثقافتي عربية، وأنا متعلق جداً بالحضارة العربية الإسلامية". وقال إن هناك من يقدمونه لمن لا يعرفه في شكل "غول أو كائن مخيف، أو انني عبد متمرد يدعو إلى التفرقة لا يريد الخير إلا للحراطين الأرقاء السابقين، أو الأفارقة السود، ولا يريد للعرب إلا الشر". وتأتي أهمية الخطاب كون بلخير هو أحد زعماء حركة "الحراطين" السرية السابقة والتي ناضلت من أجل قضايا الأقليات الاجتماعية والعرقية في البلد. وحوّل مسعود أحد أجنحة الحركة إلى حزب سياسي حظرته السلطات قبل عامين. وضم الحزب، إلى "الحراطين"، وهم عرب سمر تعود أصولهم البعيدة إلى عهد الاسترقاق، بعض التيارات الزنجية المتطرفة المعادية للهوية العربية. وهناك من يعتبر "الحراطين" أفارقة سوداً تم مسخهم ثقافياً خلال فترة الاسترقاق. وتجد هذه الدعوة دعماً قوياً في أوساط ناشطين سود يعملون على تقسيم الأكثرية العربية، ويمثل "الحراطون" نسبة كبيرة داخل المجموعة العربية. وسيطر على خطاب الرئيس - المرشح ولد الطايع الحديث عن الانجازات التي تمت خلال سنوات حكمه في مجالات الماء والكهرباء والاتصالات والطرق. ووعد الموريتانيين بالمزيد. وكان القاسم المشترك بين ولد هيدالة وولد داداه الحديث عن الفساد الإداري ونهب الممتلكات العمومية، والدعوة إلى استخدام انتخابات السابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل في فرض التغيير. وخلال السنوات ال12 الأخيرة ظل ولد داداه وولد الطايع على خطين متوازيين، لكنهما التقيا في خطابيهما لمناسبة انطلاق الحملة في التفاؤل بالمطر، حيث بدأ الطايع خطابه بتهنئة الموريتانيين بالمطر الهاطل عندما كان يتحدث إليهم، في حين رأى ولد داداه في "المطر الذي يهطل الآن رمزاً مباركاً للتغيير".