أعلنت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية ولاءها لقيادة تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن ولحركة "طالبان" التي يقودها الملا عمر في أفغانستان ،"ولكل مجاهد رفع راية الجهاد في سبيل الله في فلسطينوأفغانستان والشيشان والفيليبين، وكل أسير في سجون الطواغيت". وجاء اعلان هذه الجماعة، وهي أبرز تنظيم جزائري مسلح، للمرة الأولى التي تذكر بوضوح صلتها بتنظيم "القاعدة"، إذ كانت مصالح الأمن الجزائري الجهة الوحيدة التي تؤكد هذه الصلة بأدلة مادية، كان آخرها مقتل موفد "القاعدة" إلى منطقة المغرب العربي ودول الساحل الإفريقي "أبو محمد اليمني". وذكر بيان حمل توقيع نبيل صحراوي الملقب ب"أبو إبراهيم مصطفى" المسؤول الجديد في تنظيم "الجماعة السلفية"، تسلمت "الحياة" نسخة عنه، "تراجعها عما ورد من أخطاء في البيان الصادر في أعقاب أحداث 11 ايلول سبتمبر 2001، وتقرر سحبه". وجاء في البيان السابق أن "الجماعة السلفية" تعتبر أن "عملية 11 ايلول 2001 ليست من صنع الإسلاميين لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون... أما من حيث الشكل، فإن مثل هذه العملية ذات الحجم الكبير... لم يحدث مثلها إلا في هيروشيما أو ناكازاكي، ولا نظن أن قدرات الأخ أسامة بن لادن ولا إمكاناته تسمح بأن ينفذها". وتابع: "أما من حيث المضمون، فإن مثل هذا العمل لا يصح من حيث الدين وأحكامه، والأخ أسامة نفى عن نفسه ضلوعه في هذه العملية، ومن جهة أخرى فإن هذا الفعل ليس من اختصاص الإسلاميين". وحضت الجماعة في بيانها الجديد الذي صدر في 11 ايلول 2003 "كل المجاهدين، كل في موقعه، إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف". كما دعت المسلمين في العالم إلى "الإلتفاف حول المجاهدين وبذل النفس والمال لإعزاز الدين". وحذرت كل "من أعان الكفار على المسلمين، فإن ذلك من نواقص الإيمان والردة عن الإسلام". وتعتبر "الجماعة السلفية" أبرز تنظيم مسلح يضم أكثر من 350 عنصراً ينشطون في شرق العاصمة وولايات الشرق الجزائري، وكانوا ينشطون في السابق ضمن "الجماعة الإسلامية المسلحة" قبل الإنفصال عنها في آب اغسطس 1998. وكانت "الجماعة السلفية" نفذت عمليات كبيرة عدة ضد وحدات الجيش الجزائري، أبرزها مقتل أكثر من 50 عنصراً من القوات المظلية التي تعد من أبرز النخب المكلفة مكافحة الإرهاب، في كانون الثاني يناير الماضي. كما تبنى مسؤول منطقتها الخامسة عماري صايفي المدعو عبدالرزاق "البارا" عملية خطف السياح الأجانب في الصحراء الجزائرية في نهاية شباط فبراير الماضي، قبل اطلاقهم في منتصف آب الماضي في شمال مالي.