خطت جنوب افريقيا خطوة مهمة نحو استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2010 بعدما اعلن مسؤولوها على هامش تقديم الدول الافريقية المرشحة، وهي الى جانبها المغرب ومصر وتونس وليبيا، ملفات ترشحها الى الاتحاد الدولي فيفا ان منشآتهم جاهزة بنسبة80 في المئة، وأكدوا انهم يحظون بدعم مستثمرين بارزين كثيرين من القطاعين الخاص والعام، ما يؤمن النجاح التجاري الكبير للاستحقاق العالمي. وعرض ملف ترشح جنوب افريقيا في شريط فيديو استغرق 25،31 دقيقة، وتوجه فيه نيلسون مانديلا، الرئيس السابق لجنوب افريقيا والحائز جائزة نوبل للسلام، الى الفيفا برسالة قال فيها: "ان استضافة المونديال استحقاق مهم للبلدان التي لا تزال فيها الديموقراطية في طور الولادة، ولذا ارى ان منحنا هذه الفرصة سيجعل بلداناً اخرى عدة تتبع خطواتنا في هذا المجال"... ثم ظهر بصحبة اللاعب الإنكليزي ديفيد بيكهام وقالا معاً: "اننا جاهزون"، في توضيح شديد لتضامن بريطانيا الكامل مع جنوب افريقيا. وبدوره، أكد نائب رئيس الاتحاد الجنوب افريقي ارفاين خوزا ان ترشح بلاده يتجاوز كثيراً حدود بلاده الى دول القارة السمراء كلها. واللافت ان الملف عالج ايضاً ثغرة العقبات الامنية عبر ضمانات من جهات رسمية عليا، وهذه الثغرة تحديداً كانت وراء فشل حملة الترشح السابقة لمونديال عام 2006 حين خسرت جنوب افريقيا لحساب المانيا بفارق صوت واحد فقط. من جهة أخرى، كشفت تونس خلال تقديم ملفها اتفاقها المسبق مع ليبيا حول تنظيم مشترك للاستحقاق، وقال رئيس الاتحاد حمودة بن عمار: "ان التنظيم المشترك سيجنب قارتنا نفقات غير مفيدة، وهي الآفة التي يعانيها العالم اليوم، وسيجعله افضل من النواحي كافة... كما اننا نتطلع الى اظهار اهمية الوحدة والتعاون في كرة القدم". وأعلن بن عمار المدن التي ستستضيف المباريات في حال الموافقة على التنظيم المشترك، وهي تونس العاصمة ورادس وسوسة وصفاقس في تونس، وطرابلس وبنغازي وسيرت ومصراطة في ليبيا. اما رئيس الاتحاد الليبي الساعدي القذافي، فأعلن تخصيص موازنة مقدارها 9 بليون دولار للاستضافة من بينها 6،3 بيلون دولار لتشييد الملاعب... واعتبر انه "رقم ضخم". في المقابل، اوضحت مصادر مقربة من الاتحاد الدولي فيفا ان هذا التنظيم المشترك يملك حظوظ نجاح ضئيلة في ظل الاعتقاد الراسخ بإمكان استجابة البلدان الخمسة لمتطلبات الفيفا، في حين ان معطيات الاستضافة الحالية تختلف عنها في مونديال 2002 حين انحصرالترشح في دولتي كوريا الجنوبية واليابان. واستعانت مصر بالممثل العالمي الشهير عمر الشريف في تقديم ملف الترشح، في حين تركز ملف المغرب على ابراز تمتع البلاد بالامن والحرية. التفتيش يبدأ من المغرب يترأس رئيس الاتحاد البلجيكي لكرة القدم يان بيترس، وفد التفتيش التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم المكلف بزيارات المراقبة والتقويم للدول الافريقية الخمس المرشحة لاستضافة نهائيات كأس العالم المقررة عام 2010، وسيبدأ مهامه بزيارة المغرب من 8 الى 14 الجاري. وسيفتش الوفد المنشآت الرياضية في طنجة والرباط واغادير وفاس ومراكش والدار البيضاء، ويضم في عضويته الفنلندي بيرتي الايا، والفرنسي جاك بويون، والبلجيكي ميشال سابلون... وكلها أسماء لها وزنها في عالم الرياضة في شكل عام. وسيكون التشيلي هارولد ماين نيكول، المسؤول عن برنامج "الهدف" في اتحاد اميركا الجنوبية، مكلفاً بالتنسيق. وسيعد الوفد بعد اختتام زياراته تقريراً فنياً، سيقدم الى اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي والذين سيختارون الدولة المضيفة في 24 أيار مايو المقبل في باريس.