قال رئيس هيئة الاركان التركية الجنرال حلمي اوزكوك في مقابلة نشرتها صحيفة "فتروتيبيا" اليونانية أمس، ان تركيا "تريد ان تتوصل مع الاميركيين الى تسوية" مشكلة المتمردين الاكراد الاتراك اللاجئين في شمال العراق. وأوضح ان نشر كتيبة عسكرية يهدف الى ضمان الاستقرار في العراق لحماية الحدود ومواجهة مشكلة الانفصاليين الاكراد الاعضاء في حزب "العمال الكردستاني"، هذه المنظمة الارهابية، حسب تصنيف الولاياتالمتحدة نفسها، موضحاً: "انها مسألة يجب تسويتها مع اميركا". واضاف: "لا نذهب الى العراق بسبب الولاياتالمتحدة بل ثمة أسباب أخرى كثيرة". ورداً على سؤال عن التحفظات التركية عن المخططات الاميركية في المنطقة قال الجنرل اوزكوك: "ان الشعب التركي ليس الوحيد الذي يطرح التساؤلات حول ما تحاول اميركا القيام به، بل العالم بأسره أيضاً". واستدرك: "لكن علينا ان نصدق ما تقوله السلطات الاميركية من انها ارادت طرد صدام حسين واحلال الاستقرار في المنطقة ومنع الارهابيين من استخدام أراضي العراق لتهديد الدول المجاورة مثل تركيا". الى ذلك، قال مسؤول اميركي ان واشنطن التي تواجه معارضة عراقية لانضمام جنود اتراك الى قواتها في العراق تحاول رسم دور لهم يرضي انقرة ومجلس الحكم. وامتنع مسؤولون اميركيون واتراك عن التعليق على تقارير صحافية تفيد ان واشنطن تستكشف أفكاراً من ضمنها استخدام جنود اتراك في دور مساندة ودعم في العراق وليس في السيطرة على منطقة في محاولة لوقف المعارضة. ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن ديبلوماسيين غربيين لم تحدد هويتهم قولهم ان بعض الخيارات التي تتم دراستها استخدام الجنود الاتراك في حراسة الحدود العراقية وحماية موظفي الاممالمتحدة والتدريب. وأفادت صحيفة "ذي غارديان" ان هناك خيارا يتلخص في ان يكون الجنود في العراق من دون زي رسمي، ولكن من غير المرجح ان يحظى الاقتراح برضا القيادة العسكرية في تركيا. وعرضت أنقرة وهي عضو في حلف شمال الاطلسي جنودا للمساعدة في استقرار العراق بعد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة وأطاحت صدام حسين في نيسان ابريل، ولكن الاقتراح أغضب مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولاياتالمتحدة وازعج الاكراد في الشمال. ونقل عن الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني تهديده بالخروج من المجلس اذا دخل الاتراك العراق محذراً من "عواقب وخيمة" اذا فعلوا ذلك. ويخشى الاكراد العراقيون من ان تحاول تركيا التدخل في المنطقة الغنية بثروتها البترولية. وتشعر انقرة بالقلق من ان الاكراد العراقيين قد يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي ويغذون الاضطرابات في جنوبها الشرقي. وتتعثر المحادثات في موضوع الجنود منذ ان وافق البرلمان على اقتراح يمهد الطريق امام نشر القوات. لكن انقرة تقول ان المفاوضات لا يمكن ان تكتمل ما لم تقنع واشنطن المجلس بأن الجنود الاتراك، وهم الوحيدون من دولة مسلمة، سيكونون محل ترحيب. وقال مسؤول اميركي رفض نشر اسمه ان "الجهود تتواصل لإقناع المجلس العراقي". ويقول ديبلوماسيون ان واشنطن ستتأكد من أن يكون وضع الجنود الاتراك بعيداً عن المناطق الكردية حيث ان مجرد تحريكهم في الشمال سيستفز السكان. واثارت المعارضة العراقية القوية تكهنات بأن الحليفتين في حلف شمال الاطلسي ربما تفكران في طرق لخفض الوجود التركي خصوصاً بعدما مهد قرار من مجلس الامن الخميس الماضي الطريق امام قوة دولية اوسع نطاقاً.