بينما يقول خبراء الرأي العام ان محاولة الرئيس جورج بوش اقناع الاميركيين بأن الامور جيدة في العراق، محكوم عليها بالفشل ما دامت قواته تتعرض للقتل. وكشف استطلاع ان القوات الاميركية في العراق تعاني مشاكل كبيرة تتعلق بمعنويات 130 الف جندي هناك. وأثار الاستطلاع قلقا لدى كبار القادة في وزارة الدفاع "البنتاغون". وأعرب جنرال اميركي كبير عن انزعاجه قائلا انه لم يسمح له أحياناً الا بالحديث مع جنود "سعداء". وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة انه نفسه يشعر بانزعاج لأنه عندما زار مع ضباط آخرين كبار القوات الاميركية في العراق لم يسمح لهم الا بالحديث مع جنود "أعربوا عن سعادتهم". وأجري الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "ستارز اند سترايبس" على عينة من الجنود الاميركيين في العراق شملت 1939 جندياً، وقال نصف الذين استطلعت آراؤهم ان معنويات الجنود في وحدتهم اما انها متدنية أو متدنية جداً وانهم لا ينوون الالتحاق بالجيش مرة أخرى. وقال مايرز عن هذا الاستطلاع: "أريد مقابلة جنود لديهم شكاوى. وأحياناً لم يسمح لهم بالاقتراب مني". وأفادت الصحيفة التي تحصل على تمويل من البنتاغون ان ثلث من تم استطلاع ارائهم شكوا من ان مهمتهم تفتقر الى تعريف واضح ووصفوا الحرب في العراق بأنها محدودة القيمة اذا كان لها قيمة على الاطلاق. ووصف مايرز الاستطلاع بأنه "مفيد.. فالمعنويات مهمة لان الناس هم الذين يقومون بالعمل". وقال أربعة جنود من بين كل عشرة شملهم "استطلاع ستارز اند سترايبس" ان الصلة بين ما يقومون به في العراق وما تدربوا عليه ضئيلة أو منعدمة. ووصف بعضهم ما يقومون به بأنه "اختلاق وظيفة". وتتعارض النتائج التي توصل اليها الاستطلاع مع تصريحات القادة العسكريين في العراق والمسؤولين في ادارة بوش التي تصور الجنود في العراق بأنهم شديدو الحماس ومستعدون بشكل جيد. ويشير الاستطلاع الى الظروف الصعبة التي يواجهها الجنود في العراق ودورات الخدمة الطويلة التي تعرض الجيش الاميركي لضغوط هائلة قد تؤدي الى خروج أعداد كبيرة من القوات المسلحة. واعترف وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومايرز بأنه قد تكون هناك مشكلة لدى جنود الاحتياط المتعاقدين لكنهما لم يكشفا عن طبيعتها. وتعهدا تحسين القدرة على التنبؤ في ما يتعلق بانتشار القوات. وقال رامسفيلد عن الاستطلاع: "تم إبلاغي انه استطلاع غير رسمي وغير علمي". واضاف: "اتحدث مع عدد كبير من الجنود. انهم يدركون أهمية ما يقومون به وفخورون بما يفعلونه". وقال الوزير ان هناك مشكلة واحدة يتم التصدي لها وهي ان عائلات الجنود العاملين اعتادت ان تعيش قرب القواعد العسكرية كمجموعات دعم طبيعية. وأضاف ان أفراد الحرس الوطني والاحتياط المتعاقدين يعيشون في وحدات منفصلة يمكن ان تنتشر في أربع او خمس ولايات. وتصدى رامسفيلد ومايرز لمشكلة معنويات الجنود بعدما أعلن الجيش ان 13 جندياً على الاقل انتحروا في العراق.