سجل امس ارتفاع في وتيرة حديث المسؤولين الاسرائيليين ب"لغة الحرب"، اذ تطرقت التصريحات الصادرة عنهم الى "سيناريوات" حرب "استباقية"، وهو المصطلح الاميركي الجديد الذي تحاول اسرائيل توظيفه لتنفيذ خططها قيد التبلور باتجاه سورية وايران، وربما حتى مصر التي وقعت على اتفاق سلام معها. وفي هذا الصدد، اعرب وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في تصريحات لصحيفة "معاريف" العبرية عن "قلقه" من تعاظم القوة العسكرية المصرية، وحذّر مما سماه "التسلح العسكري المصري في الشهور الاخيرة، خصوصاً بسلاح من انتاج اميركي". وقال: "نحن ننظر بقلق الى تعاظم قوة مصر ونسأل لأي غرض هذا التسلح وانا لا ارى أي دولة تهددها". وأشار الى ان التخوف الاسرائيلي نابع من "نشوء واقع تكون فيه في مصر قيادة اخرى يمكنها ان تغير موقفها من اسرائيل". وفي السياق ذاته، اشارت الصحيفة الى ان الاستخبارات الاسرائيلية جمعت معلومات تشير الى "نمو سقف الطاقة البشرية" في الجيش المصري، والى وسائل قتالية اشترتها القاهرة اخيراً. تزامن ذلك مع قيام وحدات نظامية في الجيش الاسرائيلي بتدريبات على مواقع قتال في صحراء سيناء خلال السنتين الماضيتين. وكانت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية بثت اول من امس نبأ عن طلب تقدمت به اسرائيل الى الولاياتالمتحدة لمنع بيع قنابل اميركية للجيش المصري. وتطابقت تحذيرات موفاز في "معاريف" مع اخرى نقلتها "يديعوت احرونوت" عن مصادر عسكرية اسرائيلية بشأن مخاوف تل ابيب من ان تمس صفقة بيع اسلحة وصفتها ب"الضخمة" بين الولاياتالمتحدة وكل من السعودية ومصر ب "تفوق اسرائيل النوعي" في مجال التسلح الحربي. ونقلت عن "المصادر" قولها بتهكم: "هل ستستخدم مصر هذه الاسلحة ضد اليمن ام ضد ليبيا؟"، مضيفة ان مصر تتطلع الى التوصل الى تحقيق "توازن استراتيجي" مع اسرائيل، الامر الذي يلزم الاخيرة بزيادة استثماراتها في شراء اسلحة متطورة. وحسب الصحيفة، فإن واشنطن رفضت "تدخل" اسرائيل في صفقات الاسلحة مع "دولتين لهما علاقات استراتيجية مع الولاياتالمتحدة هما السعودية ومصر". وتشمل الصفقة، حسب المصادر الاسرائيلية، قنابل موجهة بالاقمار الصناعية من طراز "جيدم" وصواريخ "هربون بلوك 2" ومروحيات حربية من طراز "اباشي لونغ بو" وطائرات حربية من طراز اف 15. ويشمل حديث الحرب الاسرائيلي ايران، اذ ربط رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بين ضرب ما وصف اسرائيلياً بانه "معسكر للجهاد الاسلامي" في عمق الاراضي السورية، وبين العلاقات السورية - الايرانية. وقال شارون في تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست" ان الهجوم "جاء لتوجيه رسالة الى سورية بأنها لا يمكن ان تساعد الايرانيين". واضاف: "ايران تحتاج الى الموانئ والمطارات السورية لشن اي هجوم ضدنا وهو امر لن تسمح به اسرائيل".