دقت زعيمة حزب العمال السيدة لويزة حنون ناقوس الخطر وأكدت أن الجزائر "تعيش أزمة سياسية لا سابق لها من شأنها أن تقضي على الدولة". وشددت على أن أزمة المؤسسات التي تعيشها البلاد من شهور "تجعلنا نتخوف على مصير الجزائر لأن الكثير من الأمم، في مثل حالتنا، تفككت وغاصت في أزمات لا حد لها". واستغلت حنون إشرافها على افتتاح المؤتمر الخامس لحزب العمال، مساء الأربعاء، لتعلن أمام عدد من مسؤولي الأحزاب السياسية والنقابات "دق ناقوس الخطر: الجزائر على حافة الهاوية". ودعت الشركاء السياسيين إلى العمل من أجل إخراج البلاد من "عنق الزجاجة". وتزامن النداء مع دخول إضراب أساتذة التعليم الثانوي والمتوسط يومه الرابع على رغم ضغوط مارستها الحكومة بهدف تقليص رقعة الإضراب الذي يعد الأهم منذ سنوات. وقالت مصادر متطابقة ان نسبة الاستجابة بلغت، أمس، أكثر من 98 في المئة في كل الولايات. وفي حين تلقى أكثر من 300 أستاذ ثانوي قرارات توقيف عن العمل في قطاع التربية بسبب المشاركة في الإضراب، حاصرت قوات الشرطة، مساء الأربعاء، ما يزيد على 500 أستاذ في ولاية برج بوعريريج 300 كلم شرق الجزائر جاؤوا من 30 ولاية للاعتصام أمام مديرية التربية استجابة لنداء المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني. وتعرض العديد منهم للاعتقال ونُقلوا إلى محافظة الأمن المركزي للتحقيق. وللمرة الأولى منذ بداية الحركة الاحتجاجية ضد الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها الأساتذة، دخل موظفو التعليم المتوسط، أمس، في إضراب عن العمل في اكماليات ولاية البويرة 120 كلم شرق الجزائر. وجاء قرار اللجوء إلى الإضراب بعد اعتقال قوات الأمن ثمانية أساتذة بسبب مشاركتهم في الإضراب الأربعاء. إلى ذلك تواصل إضراب عمال السكك الحديد، أمس، في كل الولايات، وتوقفت مجدداً حركة العربات والقاطرات في المحطات والمناطق الصناعية التي تتزود عبر القاطرات. وأفادت مصادر نقابة عمال السكك الحديد أن نسبة الشلل بلغت مئة في المئة. في غضون ذلك ا ف ب، نقلت صحيفة "لكسبرسيون" أمس عن ضابط كبير في الجيش ان حسان حطاب ما زال "أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، مناقضة معلومات مفادها ان حطاب ازيح من قيادة الجماعة وحل محله نبيل صحراوي الملقب باسم "ابو ابراهيم مصطفى". لكن مصادر مطلعة أكدت ل"الحياة" ان حطاب لم يعد زعيم "الجماعة السلفية". غير ان الضابط الكبير الذي نقلت عنه "لكسبرسيون" خبرها قال: "استناداً الى اربع او خمس شهادات لارهابيين اعتقلناهم أخيراً يكاد يكود اكيداً ان حسان حطاب ما زال القائد الأعلى وانه يوجد في مكان ما في ولاية البويرة" في منطقة القبائل التي تبعد 120 كلم جنوب شرقي العاصمة. واكد هذا الضابط ان هناك خلافات بين حطاب ومساعديه "لكن ذلك لم يؤد الى انشقاق في المنظمة التي ما زالت تحت القيادة الموحدة لحسان حطاب". من جهتها، أوردت صحيفة "البلاد" امس ان حطاب شوهد "خلال الاسبوع الحالي" في بغلية قرب بومرداس 50 كلم شرق العاصمة برفقة العديد من رجاله، وانه قد يكون يتفاوض على الاستسلام بعدما تعرضت جماعته لنكسة كبيرة في جبال البابور قرب سطيف 300 كلم شرق العاصمة.