اكد معلقون اسرائيليون بارزون ان مسؤولين كباراً في جهاز الاستخبارات الخارجية موساد يقفون وراء النشر المكثف في اليومين الأخيرين في عدد من الصحف الاجنبية لمعلومات عن مخطط اسرائيلي لتوجيه "ضربة استباقية قاصمة" لمواقع نووية ايرانية وعن تعديلات اجراها سلاح البحرية الاسرائيلي على صواريخ اميركية عابرة فباتت قادرة على اطلاق رؤوس نووية من غواصات. وقالوا ان التسريب يرمي الى حض المجتمع الدولي على ممارسة ضغوط جدية على طهران لوقف العمل في مشروعها النووي الذي تعتبره اسرائيل "أكبر خطر على وجودها". واوضح هؤلاء ان أركان اسرائيل يفضلون تسريب معلومات عن قدراتها النووية الى وسائل اعلام اجنبية على الجهر بها لئلا يطالبوا ايضاً بكشف الترسانة النووية التي في حوزتهم. ووفقاً لصحيفتي "لوس انجليس تايمز" الاميركية و"اوبزرفر" الاسبوعية البريطانية، اللتين اعتمدتا مصادر اميركية واسرائيلية، فإن اسرائيل عدّلت رؤوساً نووية لتتناسب مع صواريخ عابرة من طراز "هاربون" المستخدمة على نطاق واسع وانه سيتم حملها على متن ثلاث غواصات من نوع "دولفين" تعمل بالديزل سلمتها شركة المانية في نهاية العقد الماضي. ونشرت صحيفة "ذي اوبزرفر" الاسبوعية اللندنية امس ان مسؤولين اميركيين واسرائيليين اقروا بالتعاون بين اميركا واسرائيل لنشر صواريخ "هاربون" مزودة رؤوساً حربية نووية في اسطول اسرائيل من غواصات "دولفين"، "ما يعطي القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط القدرة على توجيه ضربة الى أي من جاراتها الدول العربية". واضافت ان "الكشف" عن ذلك الامر جاء مع اعلان اسرائيل، رداً على اعلان سورية حقها في الدفاع عن نفسها اذا قصفت اسرائيل اراضيها مرة اخرى، ان "الدول التي تؤوي ارهابيين" هي "اهداف مشروعة". ووفقاً لمسؤولين اسرائيليين وآخرين في ادارة بوش اجرت "لوس انجليس تايمز" مقابلات معهم، فان قدرة اطلاق الصواريخ من البحر تمكن اسرائيل من استهداف ايران بسهولة اكبر اذا ما طور الايرانيون اسلحة نووية. وتزامن نشر هذه التقارير مع ما أفادت به مجلة "دير شبيغل" الالمانية من ان "موساد" تلقى قبل شهور تعليمات من رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بوضع مخطط لضرب ستة مواقع نووية ايرانية. ورأى المعلق في الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان ان التزامن ليس من قبيل الصدفة، بل يندرج في اطار المساعي الاسرائيلية لتجنيد الرأي العام الدولي ضد المشروع النووي الايراني وللحيلولة دون وصول ايران الى "نقطة اللاعودة" في صنع اليورانيوم المخصب، ملاحظاً ان اسرائيل "تدرك ان المهمة ليست سهلة وهي اكثر تعقيداً من الهجوم الذي نفذته على المفاعل النووي في العراق قبل عقدين نظراً الى قدرات ايران الهجومية وامتلاكها صواريخ متطورة وأسلحة كيماوية فضلاً عن ان القيادة الايرانية لن تتردد في الرد على أي هجوم اسرائيلي". وكتب المعلق السياسي في "هآرتس" ألوف بن ان فرملة التسلح النووي الايراني غدت المهمة الاساسية لجهاز "موساد" الذي يرى في وسائل الاعلام الاجنبية أداة مهمة في هذا الجهد فيقوم بالتسريب اليها بهدف حض الرأي العام العالمي على تشغيل ضغوط اكبر على ايران. وذكّر بأن "واشنطن بوست" نشرت قبل اكثر من عام ان اسرائيل زوّدت غواصاتها صواريخ نووية وأنها اجرت تجربة عليها.