هل يمكن اعتبارالضجيج الكبير الذي احدثه اختيار مسرحية "ابيض واسود" الكويتية، للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي الثامن للفرق الاهلية، اولاً، ولإخفاقها في الحصول على اي من جوائز المهرجان، الذي اعلنت فيه فرقة صلالة الاهلية العمانية للفنون المسرحية فائزة بالمركز الاول، واحتكرت، مع فرقة مسرح ام القيوين الوطني الاماراتية معظم جوائزه، دلالة على حيوية الساحة الثقافية في الكويت، وعلى نبض ثقافي حار، ام ان الامر ليس اكثر من احتجاج على آليات اختيار العروض من ناحية، وعلى تدني مستوى التمثيل من الناحية الثانية؟ المسرحية من تأليف محمد الرشود، احد المكرمين على هامش المهرجان في دورته الجديدة واخراج فهد السليم، وهي تستعرض صور الخوف ومبرراته وأثره في حياة الإنسان. وكانت عرضت في عدد من الدول الخليجية باسم "الخواف"، قبل ان يعمد الرشود الى تعديل نصها لتقدم باسمها الجديد في مهرجان دول مجلس التعاون الخليجي، بعيد انتدابها من اتحاد المسارح الاهلية الكويتية لتمثيل الكويت. وكان متوقعاً ان تحقق نتيجة افضل بكثير مما حققته، لأسباب عدة، بينها ان دولة الكويت، مسرحياً، هي الاعمق تجربة بين دول الخليج، وان مؤلف العمل هو من اكثر الوجوه المسرحية حضوراً في المنطقة. ولكن يبدو ان هذا كله لم يكن كافياً لانتشال العمل ولو بجائزة رد اعتبار. ولهذا لم يتردد الفنان سعد الفرج، في اتصال هاتفي اجريناه معه، في الاعتراف بأنه يشعر بخيبة امل حقيقية... "لأن الكويت هي بمنزلة الحاضنة او البيت الاول للحركة المسرحية في منطقة الخليج. وهذه المكانة تؤهلها لتحقيق افضل النتائج في اي مهرجان مسرحي خليجي". وتساءل الفرج عن اسباب هذا الاخفاق، وعن الاسس التي تؤهل العمل للخروج من بلده ممثلاً له... "هل اخترنا عملاً دون المستوى لتمثيلنا؟ هل نلقي اللوم على المسؤولين لاختيارهم العمل؟ ام على من تقع المسؤولية؟ الاسئلة كثيرة، وهي تحتاج الى تدارس وتدارك سريعين، لأن النتيجة التي حققتها "ابيض واسود" تؤكد وجود خلل. ومن الضروري ان يتحمل مصدر هذا الخلل مسؤوليته عما الحقه بسمعة المسرح الكويتي". واعتبر مؤلف العمل محمد الرشود ان الاعتراضات الكثيرة التي حامت حول المسرحية دلالة على خصوبة التربة الثقافية الكويتية، التي تمتد الى اكثر من ستين عاماً. وقال: "ان اي عمل ابداعي لا يثير ردود فعل هو عمل ميت، وان هذا الصراع يصب اخيراً في مصلحة العمل". وفي رأي الرشود، فإن عدم حصول "أبيض واسود" على اي جائزة هو نتيجة لعوامل كثيرة، مثل "عدم التوفيق"، او "سوء الحظ". اما المستوى الفني، يضيف الرشود، فلا يعقل ان يكون اسود قاتماً... "لأن هناك مواطن جمالية تستحق الاشادة، حتى بالنسبة الى عمل لم يحقق مركزاً متقدماً". واستدرك: "ينبغي ألاّ ننسى ان اختيار المسرحية للمشاركة في المهرجان كان نتيجة لفوزها بجوائز افضل نص مسرحي وافضل اخراج وافضل ممثل اول في الموسم المسرحي الماضي في الكويت".