الأزمة المالية والفضائح التي تمر فيها مجموعة "فيفاندي يونفرسال" في فرنسا والولايات المتحدة لم تمنعها من الرهان على الاستثمار في الموسيقى العربية الكلاسيكية، لجلب زبائن جدد عبر العالم، تقول المجموعة انها ستعرّفهم من خلالها على "حضارة كبيرة تثير الاعجاب". وقال رئيس المجموعة، باسكال نيكر، في تصريحات صحافية، ان "فيفاندي" تتفاوض حالياً مع شركاء مغاربة لانشاء فرع دولي في الدار البيضاء خاص بانتاج أقرصة للأغاني العربية والعالمية والفرنسية والتراث المغربي الأصيل، بسبب الطلب المتزايد على هذا النوع من الأغاني لدى الشبان. ولم تكشف المجموعة عن شركائها المحتملين. لكن مصادر ذكرت ان الأمر يتعلق بمصارف تجارية ومجموعة "اونا". وأوضح نيكر انه على عكس ما أُثير سابقاً عن نية المجموعة مغادرة المغرب، فان المجموعة ستوسّع استثماراتها بإقامة فرع للموسيقى في الدار البيضاء الصيف المقبل، في خطوة نحو التوسع في بقية منطقة شمال افريقيا. وقال ان "الهدف هو التعريف بالموسيقى العربية والمغربية في فرنسا وبقية العالم وإعادة إحياء الابداعات القديمة". واعتبر ان الاستثمار في المغرب مرده الى سيطرة الشركة على 35 في المئة من رأس مال "اتصالات المغرب" التي كانت تملكها قبل ثلاثة أعوام بكلفة 2.3 بليون دولار، والتزام الحكومة المغربية بمحاربة القرصنة، وتفعيل قوانين حماية الملكية الفكرية التي كان صادق عليها البرلمان قبل عامين ومكّنت من تراجع نسبة القرصنة من 70 الى 35 في المئة. وستتولى "فيفاندي" تسويق أقرصتها المدمجة عبر شبكة "اتصالات المغرب" التي تملك نحو سبعة ملايين مشترك غالبيتهم في الهاتف النقال. وبدأت الشركة في تسويق بعض الوصلات الموسيقية مجاناً لاستخدامها في التعرف على بعض المكالمات الهاتفية الخاصة. وقال نيكر أيضاً انه لاحظ بداية إدراك السياسيين لأهمية حماية الملكية الفكرية والابداعات الشخصية، وإدراك المستثمرين لأهمية الرهان على الموسيقى، "ربما بسبب حالة الهلع التي يعيشها العالم" من إحتمالات قيام حروب جديدة قد تُستعمل او لا تُستعمل فيها أسلحة الدمار الشامل. وذكرت "فيفاندي"، التي لها ديون متراكمة تزيد على 35 بليون يورو، ان الاستثمار في الموسيقى العربية الأصيلة له مردودية اقتصادية، بعكس ما يعتقد البعض، بسبب تنوع وسائل الاعلام وتنامي القنوات الفضائية الرقمية والبحث في التراث القديم. ويتزامن مشروع "فيفاندي" مع نية الحكومة المغربية تحرير قطاع الاعلام السمعي - البصري والترخيص لانشاء فضائيات وقنوات إذاعية خاصة. يشار الى ان "فيفاندي" تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في المغرب. وهي الى جانب الاستثمار في قطاع الاتصالات، الذي تقدر سوقه السنوية بنحو 3.6 بليون دولار، تستثمر كذلك في مجال خدمات الماء والكهرباء في العاصمة الرباط ومدن طنجة وتطوان على البحر الابيض المتوسط، بما يصل الى نحو 2.2 بليون دولار.