أبلغ رئيس الوزراء المفوض وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد أمس رؤساء تحرير الصحف الكويتية استياءه الشديد مما ينشر حول الخلافات داخل الحكومة ومع مجلس الأمة البرلمان، ورأى ان الصحافة اليومية باتت تسيء استغلال الحريات الممنوحة لها، ولا تراعي الظروف الحساسة التي تحيط بالكويت وقال "اذكركم بأن الحرب ستكون قربنا هنا وليس في قندهار". وعلمت "الحياة" من مصدر حضر الاجتماع ان نقاشاً ساخناً دار بين الشيخ صباح ورؤساء التحرير حول ما يحدث في اجتماعات مجلس الوزراء، خصوصاً في ظل الاستجوابات البرلمانية المتكررة وطريقة تناول الصحف، ذلك اذ يرى الشيخ صباح انها تفتعل الأزمات و"تساعد على التهييج السياسي". وكان أبرز ما جرى الجدل حوله الاستجواب الذي يعده النائب عبدالله النيباري ضد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد ضيف الله شرار، وعلاقته بالوضع السياسي لوزير المال الدكتور يوسف الابراهيم الذي يواجه حملة انتقادات من عدد كبير من النواب ومن 3 صحف يومية، ودافع الشيخ صباح خلال الاجتماع عن الابراهيم وأكد تمسكه به. وانتقد الشيخ صباح نشر تفاصيل ما يجري في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء والذي يفترض ان يبقى سراً، لكن رؤساء التحرير ردوا ان بعض الوزراء يسارع بعد الاجتماع الى الاتصال بالصحف وتسريب تفاصيل الاجتماع كل من وجهة نظره، في حين قال أحدهم ان وزراء يستخدمون الصحف في خصوماتهم مع وزراء آخرين وهو ما لا تتحمل الصحف المسؤولية عنه وحدها. ولام الشيخ صباح الصحف على نشرها محضر اجتماع "المنبر الديموقراطي الكويتي" الاسبوع الماضي وفيه يردد بعض اعضاء هذا التجمع الليبرالي ادعاءات بتورط الحكومة في التجاوزات المالية والتوزيع غير المشروع للأراضي على متنفذين وهو جوهر الاستجواب الذي يعده النيباري، وأكد الشيخ صباح كذب هذه الادعاءات وعدم وجود أساس لها. ودعا رؤساء التحرير الى الكف عن نشر سيناريوهات مفترضة لحل مجلس الأمة. وقال ان ذلك لن يحدث "فنحن لم نفكر بالحل ولم يخطر ببالنا، ولماذا نحل المجلس وباقي على الانتخابات ستة شهور فقط؟". وأضاف: "نحن متمسكون بالديموقراطية وبالحريات ولكن لا نقبل اساءة استغلالها"، وحض رؤساء التحرير على ضبط ما ينشر عندهم "فليس كل ما يعرف يكتب" وأشار الى أن الحكومة ستستعجل تقديم القانون الجديد للصحافة والنشر الى مجلس الأمة لمناقشته، وكان هذا القانون المقترح أثار انتقادات كبيرة. ولاحظ الشيخ صباح أيضاً غلبة العنصر غير الكويتي على العاملين في الصحف وقال ان الكويتيين يمثلون أقل من 10 في المئة من العاملين. وعن الحرب المتوقعة على العراق قال ان الحكومة مطمئنة الى "كفاية الدفاع المتوافر، خصوصاً الدفاع الجوي والمضاد للصواريخ"، لكنه أضاف ان ما يهم الكويت "ليس الحرب فحسب بل ما سيحدث بعدها".