قبل مجلس الوزراء الكويتي أمس، من حيث المبدأ، استقالة وزير المال وزير التخطيط والتنمية الادارية الدكتور يوسف الابراهيم، ووزع الحقائب الثلاث التي كان يحملها، فكلف وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح حمل حقيبتي المال والتخطيط بالنيابة، ووزير التربية الدكتور مساعد الهارون حقيبة التنمية الادارية بالنيابة أيضاً. وجاء قبول الاستقالة في اجتماع غاب عنه الابراهيم، وتردد أن رئيس الوزراء المفوض الشيخ صباح الأحمد نجح في منع عضو آخر في المجلس هو وزير التجارة صلاح خورشيد من الاستقالة. ولم يعتمد المجلس رسمياً استقالة الابراهيم أو التكليفات التي نتجت عنها، لعدم حضور رئيسه ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح اجتماع أمس، لكنه ربما يوقعها اليوم وترفع للأمير لاصدار مرسوم بها. وهذا ثاني شرخ يصيب الحكومة التي يقودها الشيخ صباح، بعد خروج وزير النفط الدكتور عادل الصبيح منها في كانون الثاني يناير 2001. وعلى رغم ان خروج الصبيح والابراهيم خفض عدد أعضاء الحكومة، فصاروا 14 وزيراً يحملون أكثر من 20 حقيبة منها 4 بالنيابة، لكنها ستتمكن على الأرجح من الصمود حتى الانتخابات البرلمانية المتوقعة أول الصيف. ورأى مراقبون ان الظروف المحيطة بالكويت، خصوصاً الحرب المتوقعة على العراق، سترغم الفرقاء السياسيين في الحكومة وخارجها على تأجيل خصوماتهم الى ما بعد حسم الملف العراقي. وأصدر "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي يمثل اليمين الليبرالي وينتمي اليه الابراهيم، ليل السبت بياناً شديد اللهجة، هاجم فيه الحكومة وانتقد بالاسم الشيخ صباح الأحمد، معتبراً انه لم يوفر الحماية الكافية للوزير الابراهيم، ما يشير الى انتهاء "شهر العسل" الذي استمر بين الشيخ صباح و"التجمع" منذ تأسيسه عام 1996. وأشار بيان "التجمع" الى "تراجع يعد سابقة للادارة الحكومية عن مسؤولياتها الأدبية والسياسية والدستورية"، ورأى ان الشيخ صباح "وهو القائد الفعلي للفريق الحكومي أخفق في التعامل الصائب خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية، ومواجهة الحملة الصحافية الظالمة" على الابراهيم، وأنه بذلك "تخلى عن مبدأ التضامن الوزاري الذي نص عليه الدستور ... فكشف ضعفاً في القيادة الحكومية أمام الاتهامات الباطلة ومحاولات التخريب والتطاول على الشرفاء". وكان لقاء الشيخ صباح رؤساء التحرير مطلع الشهر الجاري شهد انتقادات قوية من بعضهم بحق الابراهيم، خصوصاً رئيس تحرير "الوطن" محمد الجاسم الذي وصف الأخير بأنه "كذاب"، ونشر نص حواره مع الشيخ صباح حول الابراهيم في عدد اليوم التالي. وكان عدم رد الشيخ صباح على ما نشرته "الوطن" السبب في قرار الابراهيم الاستقالة، خصوصاً أن نواباً كانوا يعدون استجواباً برلمانياً ثانياً ضده، وقال الشيخ صباح انه لا يستطيع حماية وزير من الصحافة وأنه الشيخ صباح يصيبه الكثير منها. وقدم الابراهيم استقالته بعد أيام على هذا اللقاء، ثم تغيب عن كل النشاطات الرسمية حتى قبولها مبدئياً أمس.