الكويت - رويترز، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح ان الحكومة التي شكلت قبل اربعة اشهر باقية على رغم الهجوم المرير الذي تتعرض له في مجلس الامة البرلمان وسط مزاعم بالفساد ومخاوف من تجدد الخلافات بين افراد الاسرة الحاكمة التي اتهمها أحد النواب بأنها تستأثر بالمناصب القيادية. وقال متسائلاً: "هل ترون الجيش في الشوارع؟" في اشارة الى مزاعم بعض النواب بوجود حالة من عدم الاستقرار في البلاد. واضاف "الحكومة باقية... الحكومة باقية ولن يكون لها أي تبديل". وقال محللون ان المخاوف الاخيرة أثارها اعلان ان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح سيعود الى البلاد الاثنين بعد اجراء فحوص طبية في بريطانيا. وفي شباط فبراير الماضي بات معروفاً علنا وجود خلافات داخل الاسرة الحاكمة مما أخّر تشكيل الحكومة الحالية. ومنذ الجراحة التي أجراها الشيخ سعد في القولون عام 1997 تولى ابن عمه الشيخ صباح في كثير من الاحيان تسيير الشؤون اليومية للبلاد. وقال غانم النجار استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ان خلافات الأسرة الحاكمة لا تؤدي الى صراع مدمر، مشيراً الى ان توازن القوى داخل الاسرة يحسم الخلافات. ورداً على تهديدات باستجوابات أعضاء الحكومة لدى اجتماع البرلمان في دورته الجديدة في تشرين الاول اكتوبر قال الشيخ صباح ان أحداً من الوزراء لا "يخاف" من الاستجواب. وكان وزير الخارجية يتحدث خلال مناقشة استمرت 11 ساعة قبل ان يمرر البرلمان ليل الاربعاء موازنة حجمها 17 بليون دولار. وتخلل المناقشات هجوم نواب على "فساد حكومي" في ما يتعلق بصفقات دفاعية وسوء ادارة ادى الى خسائر مالية ضخمة، ومحاباة في التعيينات خصوصاً في اعطاء الاولوية لافراد الاسرة الحاكمة. وانتقد النائب المعارض عبدالله النيباري تعيين عدد كبير من ابناء الأسرة الحاكمة في مناصب قيادية في الدولة قائلا: "ان التعيينات يجب ان تتم حسب الكفاءة فقط". وقال ان "هذه التعيينات لا تتم حسب المقدرة والكفاءة، لأنهم ببساطة اعضاء في الاسرة الحاكمة". واضاف ان "هذا الامر ليس في مصلحة الاسرة ولا في مصلحة الشعب". وتأتي هذه الانتقادات بعد تعيينات لأبناء الاسرة الحاكمة في عدد من المناصب القيادية في وزارات الدولة ورؤساء لبعض الهيئات الحكومية. وقال النيباري "ان بعض هذه التعيينات تخالف الدستور وقوانين البلاد". لكن نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح، الذي ينتمي الى الاسرة الحاكمة، دافع عن الحكومة قائلاً ان الشخص "يجب ان يحاسب على افعاله وأدائه وليس على اسمه". من جهته قال وزير الاعلام الشيخ احمد فهد الصباح ان "ابناء الاسرة الحاكمة هم جزء من الشعب الكويتي والقانون يسمح لهم بتولي المناصب" الرسمية. لكن النيباري دعا مجلس الامة الى عقد جلسة خاصة لمناقشة هذا الموضوع "ووضع ضوابط على التعيينات بشكل عام". يذكر ان الحكومة الحالية، التي تشكلت في شباط، تضم سبعة وزراء ينتمون الى الاسرة الحاكمة، ما زالوا يحتفظون لأنفسهم بالوزارات الرئيسة كالخارجية والدفاع والداخلية والاعلام.