عدد جديد من مجلة "شؤون عربية" وهي فصلية تُعنى بدراسة قضايا الأمة العربية، وشؤون العمل العربي المشترك ومؤسساته، وتصدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ويترأس تحريرها السفير سعيد رفعت. السؤال الذي يطرحه العدد هو: هل تجرى إعادة صوغ الأوضاع في المنطقة العربية في غياب العرب؟ الاجابة تأتي من خلال ثلاثة مقالات: "التصور الأميركي الجديد للمنطقة وموقع العرب فيه" يتناول فيه رئيس التحرير المشهد العربي الذي يُعاني حال العجز والاستسلام لحركة الأحداث في المنطقة من دون المشاركة فيها أو محاولة التأثير في مسارها وكأنها قدر لا يمكن دفعه أو مقاومته، ما ترتب عليه موقف التجاهل الأميركي للدول العربية والرأي العام داخلها، إذ ان الادارة الأميركية تشعر أنها ليست مطالبة بوضعهما في اعتبارها، ولا تقع عليها مسؤولية شرح أهدافها ودوافعها للعالم العربي طالما أنه يتصرف رسمياً وشعبياً وكأنه يريد أن يهمش نفسه ويتغيب عمداً عن المشاركة في المعادلة التي تجرى بلورتها للمنطقة، بعد إتمام عملية الغزو الأميركي للعراق. وفي مقال عنوانه: "الحالة العربية وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة" يرى رغيد الصلح ان الحال العربية قابلة للتغيير وللتبدل على يد ابناء المنطقة ونحو الأفضل، وذلك من خلال بناء تكتل اقليمي عربي. أما عن "دور النفط في التحركات الأميركية الراهنة على الساحة العربية" فيشير وليد خدوري الى ان الصراع على النفط هو تحصيل حاصل لما يجري وسيجري على الساحة السياسية. فأولويات المعركة هذه سياسية أكثر منها اقتصادية، على رغم الكلام الذي يقال هنا وهناك ان الهدف منها هو السيطرة على النفط. ومن القضايا الثقافية التي يناقشها العدد: "الأمن الثقافي العربي اسئلة، وتأملات نظرية"، وفي هذا المقال يثير علاء عبدالهادي مصر موضوع الهوية مرتبطاً بأهم القضايا وهي القضية الثقافية. ويُعد هذا المقال مدخلاً لفتح جدل خلاق بين القوى السياسية والفكرية المختلفة حول الأمن الثقافي العربي. ومن سورية يقدم زكي حنوش تشخيصاً ل"المشهد الثقافي العربي"، موضحاً أعراض الأزمة الثقافية وهي: سيادة الإرهاب الفكري وتهافت البحث العلمي، واللاعقلانية، وانقطاع التواصل الموضوعي مع العالم، والميل الى العزلة الثقافية والخوف من التجديد والتغيير وفي المقابل الانفتاح غير المتبصر، وتراجع دور المثقف العربي في القرار الاجتماعي والسياسي. ومن البحرين يقدم فيصل العزابية رؤية ل"مستقبل الثقافة العربية في عصر الاتصالات والعولمة"، مؤكداً أن معركة الثقافات في عالم الاتصالات والعولمة ليست مفروضة على العرب وحدهم بل على كلّ الأمم والشعوب في العالم. والمهم صمود الثقافة العربية أمام ثقافة الغرب الذي يسعى الى جعل العالم سوقاً واحدة لاقتصادياته وميداناً وحيداً لثقافته. ولذلك لا بد من إعداد بناء استراتيجي قومي لدخول العرب الجاد في صناعة ثقافة المستقبل. وعن هموم الاعلام العربي يوضح محمد سعد أبو عامود مصر في مقاله: "التحول في العلاقة بين الاعلام والسياسة وتطوير الاعلام العربي" الكيفية التي يتم من خلالها تفعيل الاعلام العربي بما يؤدي الى زيادة قدرته على التعامل مع التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة العربية. وفي مقال: "ثقافة الشباب العربي وسلطة الصورة: الغزو الاعلامي والانحراف الاجتماعي"، يناقش ياسر خضير البياتي ليبيا العلاقة بين التلفزيون والشباب وما تفرزه هذه العلاقة من صراعات في القيم والاعتقاد والثقافة والشخصية. وفي ما يتعلق بالشؤون الاقتصادية العربية يقدم جلال أمين قراءة ل"عوامل الاخفاق الاقتصادي العربي كما يراها تقرير التنمية الانسانية العربية لعام 2002"، ويتناول حسين عبدالله "استثمارات الدول النفطية في التكرير والتوزيع خارج اراضيها"، بينما يناقش سعيد عبدالخالق محمود دور "القطاع المصرفي العربي في مواجهة عصر التكتل والاندماج". ومن الدراسات التي يتضمنها العدد "الانتفاضة الفلسطينية: محصلة عامين - التأثيرات والاشكاليات السياسية والاستراتيجية لماجد كيالي فلسطين، و"الرؤية الاسرائيلية للمستوطنات وموقف القانون الدولي" لعادل محمد البياتي مصر، و"النظام العالمي والحركات الاسلامية: آليات الهيمنة والتهميش" لحارث محمد حسن العراق.