في خطوة تعني تطوراً مهماً في العلاقات بين موسكووبغداد يتوجه الى العراق اليوم وفدان روسيان رفيعا المستوى. وعلمت "الحياة" ان الجانبين يعتزمان "صوغ استراتيجية وتكتيك" للمرحلة المقبلة على الصعيد السياسي، ويريدان تسوية مشاكل أثارها الغاء عقد مع شركة روسية، كما ينتظر ان توقع اتفاقية جديدة لاستثمار حقول نفطية في غرب العراق. واحيطت الزيارتان بتكتم شديد ولم تتسرب أنباء عنهما إلا في اليوم الأخير. وأبلغ الى "الحياة" مصدر قريب من وزارة الخارجية الروسية ان هناك "وفدين احدهما سياسي والآخر نفطي" والأول برئاسة نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف، بينما يترأس الثاني النائب الأول لوزير الطاقة ايفان ماتلاشوف. واضاف المصدر ان سلطانوف سيتولى مهمة "التنسيق السياسي وتقويم الوضع ووضع استراتيجية وتكتيك المرحلة المقبلة"، مؤكداً ان هدف روسيا هو "ابقاء الموضوع في الاطار السياسي الديبلوماسي". ومن جانبه قال السفير العراقي في موسكو الدكتور عباس خلف ان ارسال مبعوث رفيع المستوى الى بغداد يؤكد اهتمام القيادة الروسية بالملف العراقي. وزاد ان الزيارة ستكون "خطوة سياسية مهمة" لتعزيز العلاقات، وتوقع ان يعقد سلطانوف لقاءات "على مستويات عليا". أما الوفد النفطي فسيحضر مراسم توقيع اتفاق بين العراق وشركة "ستروي تراتس غاز" لاستثمار القطاع الرابع في حقول الصحراء الغربية المجاورة للأردن. ولفت الانتباه ان الوفد سيضم فلاديمير توفيكوف نائب رئيس شركة "لوك أويل" التي كان العراق ألغى العقد الموقع معها لاستثمار حقوق "غرب القرن" ما أثار استياء في موسكو. وأكد السفير العراقي ان "لوك اويل" والجانب الروسي عموماً سيسمع في بغداد الجانب القانوني الذي استندت اليه الخطوة التي قال إنها "لم تأت من فراغ". لكن مصادر نفطية اكدت ل"الحياة" ان الزيارة قد تسفر عن "تسوية ما" للمشكلة. وأوضح ديبلوماسي روسي ان "الحل المقبول يجب ان يكون متفقاً عليه من الجانبين". وفي هذا الاطار لا يستبعد ان توافق "لوك اويل" على تحويل حصتها من مشروع "غرب القرنة" الى شركات روسية اخرى مثل "زارد بيجتفط" الحكومية التي ينضم رئيسها نيكولاي توكاريف الى الوفد. واعتبرت مصادر مطلعة تحدثت اليها صحيفة "فريميا نوفوستي" ان الزيارة تعني "تحسناً جذرياً" في العلاقات الثنائية.