لمحت واشنطن الى امكان التفاوض مع بيونغيانغ حول النزاع النووي، فيما أشارت كوريا الشمالية الى امكان العودة عن قرارها الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية "في ضوء التطورات". أعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي جيمس كيلي أمس ان الولاياتالمتحدة تريد ان تبحث مع كوريا الشمالية في ردها على مطالب الاسرة الدولية التي تصر على تخليها عن طموحاتها النووية. وقال: "نريد بالتأكيد ان نتحدث مع كوريا الشمالية حول ردها على الاسرة الدولية خصوصاً في ما يتعلق بالتخلي عن الاسلحة النووية"، موضحاً انه سيبحث مع المسؤولين في كوريا الجنوبية في "افضل الوسائل من اجل التوصل الى ذلك". ووصل كيلي أول من أمس الى سيول في اطار جولة في شمال شرقي آسيا. والتقى أمس لمدة ساعة الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون. وأقر كيلي بأن بيونغيانغ تعاني من ازمة في الطاقة ملمحاً الى مساعدة اميركية في المستقبل اذا تم التوصل الى حل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال: "بعد تجاوز مسألة الاسلحة النووية قد تكون هناك فرص لمساعدة من الولاياتالمتحدة ومساهمة مستثمرين من القطاع الخاص في كوريا الشمالية في مجال الطاقة". وعبّر المسؤول الأميركي عن الخيبة من نتائج المحادثات التي استمرت ثلاثة ايام بين ديبلوماسيين كوريين شماليين والسفير الاميركي السابق في الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون. وقال: "لم نسمع من الكوريين الشماليين غير ما ذكروه في تصريحاتهم العلنية". وكان ريتشاردسون أكد في ختام المحادثات انه مقتنع بأن بيونغيانغ وبعيداً من تصريحاتها الحادة، تريد التفاوض مع واشنطن لإنهاء الازمة. ومن جهته، جدد الرئيس الكوري الجنوبي التأكيد انه لا يمكن التساهل مع امتلاك كوريا الشمالية اسلحة نووية، موضحاً ان "هذه المسألة يجب ان تحل بالحوار والتفاوض". الى ذلك، دعا سفير كوريا الشمالية في موسكو باك يوي تشون الولاياتالمتحدة الى التعهد بعدم استخدام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد بيونغيانغ. وقال تشون ان على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان "تتوقف عن التصرف وكأنها تابعة لأميركا وعلى الولاياتالمتحدة ان تتعهد التخلي عن محاولاتها لاستخدام الوكالة الدولية للطاقة الذرية كأداة لتوجيه ضربات الى كوريا الشمالية". وأضاف ان "هذا احد الاسباب الرئيسية التي جعلت كوريا تتخلى عن معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية"، مضيفاً انه ليس من المستبعد ان تعود بلاده للانضمام الى المعاهدة. وذكر انه "سيتم اتخاذ قرار في شأن هذه المسألة على ضوء الوضع". وأكد ان فرض عقوبات على كوريا الشمالية نتيجة هذا القرار سيكون بمثابة "اعلان حرب"، مضيفاً ان "هذا الكلام يمكن فهمه بالمعنى الحرفي". وفي موسكو، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة حظر الانتشار النووي "لا يشكل خطراً على روسيا". الا انه أكد ان موسكو تطالب بأن يكون شبه الجزيرة الكورية خالياً من السلاح النووي وتدعو الى تسوية سلمية للمشكلة بين بيونغيانغ وواشنطن. وقال الوزير الذي كان يتحدث لمناسبة ذكرى مرور 200 عام على ولادة العالم ايغور كورتشاتوف الملقب ب"أبي القنبلة السوفياتية" ان السلاح النووي الروسي ما برح "وسيلة ردع مضمونة ... لمواجهة احتمالات نزاعات دولية". واعتبر ان الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار لا يلغي حق روسيا في اجراء تفجيرات تجريبية غير نووية هدفها التأكد من "كفاءة" الرؤوس النووية الموجودة في ترسانتها. من جهة أخرى، تعهد ناشطون في كوريا الجنوبية بمواصلة تنظيم الاحتجاجات ضد الولاياتالمتحدة متحدين جهود سيول لاحتواء التظاهرات التي ادت الى توتر العلاقات مع واشنطن خلال ازمة البرامج النووية لكوريا الشمالية. وأكدت بعض الجماعات انها ستنظم تظاهرة امام السفارة الاميركية في سيول اليوم احتجاجاً على زيارة كيلي. ونظم الكوريون الجنوبيون عشرات التظاهرات منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي اثر تبرئة جنديين اميركيين قتلا تلميذتين في حادث مروري في حزيران يونيو الماضي. وشارك مئات الآلاف في اكبر هذه التظاهرات الشهر الماضي. وبعدما نقلت محطات تلفزيونية في الولاياتالمتحدة مشاهد لحرق الاعلام الاميركية ابدت جماعات رجال الاعمال في سيول قلقها من رد اميركي فيما دعا مسؤولون في كوريا الجنوبية جماعات الناشطين الى ضبط النفس. وبذل الرئيسان الحالي كيم داي جونغ والمنتخب روه مو هيون جهوداً مضنية لتصوير التظاهرات على انها غير معادية للولايات المتحدة وقالا ان الناشطين يطالبون فقط بأن تكون لكوريا الجنوبية ولاية قضائية اكبر على اكثر من 37 الف جندي اميركي يتمركزون في البلاد.