بيروت - "الحياة" - شهدت منطقة برج أبي حيدر في بيروت ليل أول من أمس جريمة مروعة حين أقدم المدعو زياد مصباح شهاب 46 عاماً على قتل زوجته هدى محمد النابلسي 40 عاماً وابنته نسرين 19 عاماً ذبحاً بعدما طعنهما بالسكين حتى الموت. وفي تفاصيل الجريمة وأسبابها التي ما زالت غامضة، وبحسب المعلومات التي توافرت ل"الحياة" من أقارب الضحيتين والجيران، ان المدعو شهاب الذي يعمل في ألمانيا اجرى اتصالاً منذ نحو اسبوعين بعائلته وهددها بالقتل عند مجيئه الى بيروت. ومنذ عشرة أيام فوجئت العائلة بحضوره وكان اللقاء فاتراً ثم بدأت المشكلات تتطور بينه وبين زوجته. وقرابة الحادية عشرة والنصف ليل أول من أمس، أقدم الزوج على تنفيذ جريمته بحق زوجته وابنته. ورمى جثة الأولى المشوهة من شرفة الطابق السادس من بناية المقدم في برج أبي حيدر فسقطت على شرفة الطابق الأول وهو يصيح "الله أكبر" فتدافع الجيران على صوت الصراخ الى شرفات منازلهم لمعرفة ما يحدث. وظن بعضهم للوهلة الأولى انه يرمي دمية أو يطلب النجدة. وروى الإبن الأصغر للقاتل واسمه عامر 14 عاماً تفاصيل الجريمة قائلاً: "كنت أشاهد التلفزيون في الصالون وكان والدي نائماً بالقرب مني وكان يستيقظ ويقوم من مكانه ثم يعود الى النوم مجدداً وكرر ذلك مرات عدة. وفي المرة الأخيرة حين استيقظ رمقني بنظرة مرعبة ثم توجه الى المطبخ وتناول سكيناً ودخل الى غرفة نوم والدتي وشقيقتي وفجأة سمعت صراخ أختي فأسرعت نحو الغرفة فشاهدته يضرب والدتي وشقيقتي بالسكين وهما تصرخان". وتابع عامر: "لم ينتبه والدي الذي كان منهمكاً بقتل أمي وأختي الى وجودي، ولما حاولت الهرب على غفلة منه تنبه، لي وقال: "جاييك الدور يا ... لكنني ذهبت مباشرة الى منزل اصدقاء لنا في المبنى المقابل وأبلغتهم بما حدث واتصلت بمخفر الدرك. وحين خرجت الى شرفة منزلهم ونظرت نحو بيتنا رأيت والدي وقد حمل جثة أمي ورمى بها. ثم عاد لسحب جثة اختي، لكن وصول دورية من الدرك حال دون ذلك". ووصف عامر والده بأنه "كان كتير كتير منيح، وعزا سبب اقدامه على هذه الجريمة الى اسباب تتعلق ب"ورثة". أما الشقيق الأكبر طارق 18 عاماً فقد أفاد أقرباء له انه كان أثناء الجريمة مع اصحابه خارج المنزل وان والده كان اعطاه مبلغاً من المال وطلب منه الذهاب للسهر معهم في اي مكان يريد. وذكر اقرباء الضحايا ل"الحياة" ان الجاني انقطع عن ارسال الأموال الى عائلته منذ نحو سنتين وان زوجته امتهنت التمريض لتأمين عيش أولادها. ولدى مجيء زوجها الى بيروت اشتكته في المخفر ومنعت سفره طالبة الطلاق منه. وأفاد شهود عيان انهم شاهدوا الجاني برفقة عناصر من الدرك وهو في حال طبيعية وسمع يقول: "لو تمكنت لقتلت الجميع". وتردد انه قال امام عناصر المخفر انه أقدم على ارتكاب الجريمة "لأسباب أخلاقية".